ما يزال المراكشيون يتوسلون بركات أوليائهم الصالحين المعروفين بـ”سبعة رجال”، لكن دون أن يعرفوا حقيقة حكاية أسطورة أملتها حسابات سياسية، وتم نسجها بإتقان.
تعتبر زيارة سبعة رجال، في مراكش، الحدث الأكثر شعبية في المملكة ربما. ففي كل يوم، يتدفق آلاف من الحجاج لزيارة أضرحة من يعتقدون أنهم أولياء صالحون، ويمارسون خلالها طقوسا ثابتة وضاربة في القدم. علما أن زيارة سبعة رجال لم تبدأ، فعلا، إلا مع نهاية القرن السابع عشر، على عهد السلطان العلوي المولى إسماعيل، وذلك ما يجعل أصل الزيارة سياسيا أكثر من كونه دينيا. وذلك ما يثبت، في الواقع، أن استعمال الدين كان، دائما على مر تاريخ المغرب، قضية جوهرية في الحقل السياسي.
منافسة حول الأولياء
حين وصل السلطان المولى إسماعيل إلى الحكم في عام 1672، لم يكن أبدا محط إجماع، وكانت تلوح في الأفق أخطار وقوع انشقاقات في عدة مناطق، بينما اعتبرت تلك الأخطار التي كانت تتزايد بالقرب من العاصمة مراكش، رمز الحكم الشريفي، الأكثر تهديدا.
على بعد حوالي خمسين كيلومترا من مراكش، وبالقرب من الصويرة، كان يقام، منذ عدة قرون، موسم سنوي لزيارة أولياء ركراكة. وكانت “مناسك هذا الحج”، تلك، تقام على سبعة مراحل حول جبل الحديد الواقع في قلب مواطن قبائل مصمودة.
سامي لقمهري
تتمة الملف تجدونها في العدد 37 من مجلتكم «زمان»