كشفت دراسة حديثة نشرت نتائجها مجلة “ساينس” أن وجود الإنسان العاقل، في الأراضي التي كان يسكنها الإنسان البدائي الأوربي نياندرتال، يعود إلى وقت أبكر بكثير مما هو معروف حتى الآن، بحسب ما أظهرت متحجرات وأدوات مكتشفة في كهف ماندرين الواقع عند نهر الرون في فرنسا.
قاد هذا الاكتشاف، الباحث في جامعة تولوز الفرنسية لودوفيك سليماك، حيث توصل فريق من علماء الآثار والأنثروبولوجيا القديمة، إلى أن وصول الإنسان العاقل إلى أوربا الغربية يعود إلى حوالي 54 ألف عام. ومن أبرز ما بينه هذا الاكتشاف أن الإنسان العاقل تناوب مع الإنسان البدائي على الإقامة في كهف ماندرين.
وداخل الكهف الصخري الأبيض الواقع في منطقة دروم (جنوب فرنسا) والذي بات دخوله متاحا اعتبارا من سنة 1990، تراكمت طبقات أثرية عدة تعكس تاريخ الوجود البشري فيه مدى أكثر من 80 ألف عام، وشرح الباحث أن “كل شيء محفوظ جيدا في هذه الرواسب الرملية (…) التي تحملها رياح الميسترال الشمالية الباردة”.
ووجد الباحثون في ماندرين تسعة أسنان في حال جيدة إلى حد ما، وتعود إلى ستة أفراد، عهد بها إلى عالم المتحجرات في جامعة بوردو كليمان زانولي. وأتاح التصوير المقطعي الدقيق بواسطة ماسح ضوئي عالي الدقة تأكيد استنتاجه بصورة قاطعة، ومفاده أن سن اللبن في الطبقة E”هي السن البشرية الوحيدة الموجودة في هذا المكان”، بحسب ما أوضح.
فيما يرى المتخصص في التطور البشري في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، كريس سترينغر الذي شارك في إعداد الدراسة، أن “ظهور الإنسان الحديث وانقراض الإنسان البدائي أكثر تعقيدا بكثير مما كان يعتقد حتى الآن”. معتبرا في الآن ذاته، أن فهم التداخل بينهما أمر ضروري لشرح “سبب بقائنا وحدنا دون غيرنا من أنواع البشر”.
أي نتيجة
View All Result