كان والد رضوان الجنوي مسيحيا متدينا قبل أن يغادر إيطاليا ويستقر بفاس وهناك التقى زوجته اليهودية. عاشا، معا، تجربة حاسمة جعلتهما يعتنقان الإسلام.
ولد أبو النعيم رضوان الجنوي سنة 912هـ/ 1506م ويعد ميلاده بمثابة كرامة عند من ترجم له من كتاب التراجم والمناقب .ذلك أنه انحدر من أصلين قريبين، منبتهما بعيد عن المغرب ومعتقدهما لا يمت للإسلام بصلة. فأبوه من جنوة الايطالية، ونصراني متدين، وذو مكانة معتبرة في محيطه الاجتماعي. تعرض هذا الأب، حسب الروايات المتداولة، لتجربة حاسمة أقنعته بـ «فساد» معتقد قومه النصارى وبـ«الهجرة» إلى أرض «الدين الحق»، وذلك لما عاين ليلا روث وتبول فرس تائه في كنيسة جنوة الكبرى، وصدم صباحا باعتقاد قساوسة المعبد أن مصدر مخلفات الحيوان النجسة فرس المسيح الذي زار المكان المقدس وعمده ببركاته. بل وفوجئ الأب برجال الدين يبيعون الروث والزلال بأثمان باهظة لمن تشوف إلى التمسح بالآثار المقدسة. واهتدى الأب بعد امتحان هذه التجربة لـ«الهجرة» إلى بلاد المغرب حيث أعلن إسلامه وحسن تدينه، قبل أن يغيب خبره في رحلة حج بالبقاع المشرقية المقدسة .وكانت الأم يهودية الدين، تعرضت لتجربة مماثلة، أفضت بها هي الأخرى إلى اعتناق الإسلام وحسن التدين.
لطفي بوشنتوف
تتمة المقال تجدونها في العدد 2 من مجلتكم «زمان»