أقيم في موقع شالة الأثري والتاريخي، أمس الخميس، حفل تقديم للاكتشاف الأثري الأخير لمغارة “بيزمون” بإقليم الصويرة، وحضر الحفل وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، وأندريه أزولاي، مستشار الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور، والعديد من الشخصيات البارزة. ويذركر أن مغارة بيزمون هو الاسم الذي يطلقه السكان المحليون على هذا الموقع، وهي كلمة أمازيغية تعني عرين الأسود، أو مخبأ اللبوءة.
وقال الوزير بهاته المناسبة، أن هذا الاكتشاف يمثل أحد أبرز تجليات السلوك الرمزي للإنسان، وعملا استثنائيا تحدى الزمن، وحافظ على كامل قوته التي تحيل على عمل إنساني بالغ الأهمية. مضيفا: “إن هذا الاكتشاف الذي يعود تاريخه إلى 150 ألف سنة يسلط الضوء على الإبداع البشري من خلال أدوات الزينة، ما جعل هذا الجزء من شمال إفريقيا موطنا للإبداع ونشر الابتكارات الثقافية“.
واعتبر المسؤول الوزاري أن الإنسان القديم عاش في مغارة “بيزمون” وبث الحياة في الأصداف البحرية، وقام بثقبها، ليصنع منها أدوات للزينة، مما أضفى عليها رمزية وتواصلا غير لفظي. من جهته، أشار أستاذ علم الآثار لفترة ما قبل التاريخ بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، عبد الجليل بوزوكار، إلى أن الدور المحوري للمغرب وإسهاماته في تاريخ البشرية أمر لا يمكن لأحد إنكاره.
كما أكد بوزوكار، الذي أشرف على هذا البحث الأثري، إلى أن هذا الاكتشاف يبرز مكانة المملكة كملتقى للحضارات، ومركز إشعاع ثقافي، معتبرا أن هذا الموقع الأثري يعتبر “معينا لا ينضب لعلماء الآثار والجيولوجيا في العالم بأسره“.
ووفقا للباحث نفسه، فإن هذا الاكتشاف، يميط اللتام لأول مرة عن استخدام جسم الإنسان في مرحلة ما قبل التاريخ كوسيلة للتواصل البشري، مسجلا أن الأصداف التي تم العثور عليها، لم تستعمل فقط لأغراض الزينة، بل أيضا لإرسال رسائل وإبراز هوية مشتركة بين أفراد نفس المجموعة البشرية.
فيما اعتبر أزولاي أن هاته اللحظة “مهمة“، وشكر الوزير على اختيار شالة لتخليد هذا الحدث، مبرزا أن الأمر تحقق “بفضل مجهودات العلماء واشتغالهم لسنوات وتوصلهم إلى هذا الاكتشاف المهم“، مضيفا: “هذا الاكتشاف سيعيد تمحيص الحقائق وإعادة قراءة التاريخ، ومغارة بيزمون أطلعت الجميع على هاته الفترة التاريخية، خصوصا فيما يتعلق بالتواصل بين المجموعات البشرية المختلفة خلال تلك الحقبة“.
أي نتيجة
View All Result