يشكل عبيدات الرمى أبرز البقايا الثقافية لمنظومة متكاملة تعرف بـ”أهل الرمى” عند قبائل بني احسن والغرب.
يظهر عبيدات الرمى، عند اللقاء الأولي بما تبقى من ذلك التنظيم الاجتماعي-الثقافي المتكامل لـ”الرمى”، وكأنهم مكون مستقل ومعزول عن باقي مكونات وهياكل التنظيم الأم، بينما هو في الأصل مكون لا يحظى بمشروعية وجوده وأداء أدواره إلا عبر تزكية “رؤساء العبيدات” الذين هم شيوخ وقياد الرمى.
تتمثل الأدوار الأساسية لـ”عبيدات” في خدمة التنظيم، بما في ذلك العمل على الترفيه عن المجموعة وتسلية أعضائها، الذين هم ليسوا في نهاية المطاف غير أفراد الجماعة القبلية ذاتها، وهو الأمر الذي ما تزال تحتفظ به بعض بقايا الموروث الثقافي للرمى.
إلا أن الانتساب إلى التنظيم، ولو عبر درجاته الدنيا “عبيدات” أملا في التدرج ضمن مراتبه الوظيفية والرمزية كـ”مقدم، شيخ، قايد، قايد القياد)، لا يتأتى إلا عبر تزكية رؤساء التنظيم، تلك التزكية التي تقتضي بدورها إحاطتها بالطقوس المناسبة واللازمة، على غرار ما تقتضيه شروط المبايعة وتقديم الولاء للسلطان، فتكون مبايعة “عبيدات” للشيوخ أو الرؤساء في ذات الوقت تثبيتا لأركان التنظيم، وتجسيدا لتراتبيته واختلاف الأدوار وتكاملها بين مكوناته.
عمار حمداش
التتمة المقال في العدد رقم 7 من زمان