كيف تعرف الأمة. هل تعتقد أن أمة مغربية ووعيا وطنيا مغربيا وجدا على الدوام، كما يؤكد ذلك البعض، أم أنهما ثمرة التاريخ، يولدان في لحظة معينة ويمكن أن يذوبا أو يختفيا يوما ما؟
عبرت عن وجهة نظري بخصوص هذا الموضوع في مقال نشر في مجلة «دراسات متوسطية». قلت إن الوطنية بالنسبة للمغاربة هي بكل بساطة حب فطري يحملونه تجاه الأرض التي ولدوا فيها، والمغمورة بدماء أجدادهم. إنها نوع من التعلق السحري، يمكن مقارنته بما يوجد لدى بعض القبائل الإفريقية. كل مغربي متعلق بقبيلته، لكن جميع المغاربة متعلقون وبنفس القوة بأرضهم المغربية. لا علاقة لهذا بأطروحة الماركسيين التي تربط ميلاد الشعور الوطني بالانتماء لسوق وطني .هذا تأويل مادي لا يرضيني.
هكذا إذن تفهم المقاومة القبلية للاختراق الاستعماري. هل لديك نفس الحكم على حرب الريف بقيادة محمد بنعبد الكريم، الذي عرفته في القاهرة؟
ليس ثمة أي شك في أن عبد الكريم كان رجلا عظيما، لكن طباعه كانت متقلبة ومطبوعة بنوع من الازدواجية.
قال لي محمد بن علال، الذي حارب، رفقة والده، في حرب الريف، إن أسباب الحرب ليست تلك التي تقدم عادة .عبد الكريم بدأ بالوقوف إلى جانب الإسبان، كان يرتدي القبعة ويأكل الخنزير كأي جندي إسباني بما أنه كان يتولى وظيفة قاضي عسكري. في تلك الفترة، جاء المتمرد بوحمارة إلى الريف وكسب تعاطف بعض الأفراد، بينما رفضته أغلبية الساكنة وفاء للسلطان، رمز وحدة واستقلال البلاد. في تلك الأثناء، كان عبد الكريم يعتبر نفسه من الرعايا الإسبان ولم يكن على علاقة جيدة بوالده.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 36 من مجلتكم «زمان»