في سنة 1991 كلف الحسن الثاني لجنة برئاسة عبد القادر البدوي من أجل النهوض بالمسرح المغربي والعاملين به. التقى الملك اللجنة واعترف بالاهتمام الزائد بكرة القدم على حساب المسرح. عراب المسرح المغربي عبد القادر البدوي يحكي عن هذا اللقاء.
يقول البدوي: “اللقاء الملكي جاء نتيجة نضالات طويلة امتدت لعقود من الزمان. ذلك أننا عشنا فراغا رهيبا ابتداء من مطلع ستينات القرن الماضي. إذ تم إقصاء الفرق الهادفة وفتح الباب على مصرعيه أمام كل من هب ودب.
جاء اللقاء بعدما تمكن المسرح النضالي من فرض وجوده أمام نهاية المسرح الرسمي أو المخزني. فوجدت الدولة نفسها مكرهة على إيجاد حل. من هنا ارتات تنظيم ندوة حول المسرح في التلفزيون، وكان ذلك يوم 27 مارس 1991. ومن حسن الحظ أن الحسن الثاني شاهد البرنامج وآلمه ما سمع، وفق ما قال لنا بنفسه حين استقبلنا بالقصر الملكي في اليوم الموالي.
ماذا قال لكم الملك؟
أبلغنا أنه يأسف لما يعيشه المسرح ورجالاته، وخاطبني قائلا: “راك ما قصرتيش ا سي البدوي.. كلشي قلتيه”. وقد كنت انتقدت في التلفزيون سياسة الدولة في التعاطي مع المسرح، وقلت ما مفاده: “مرت ثلاثون سنة والدولة اهتمت فيها بكرة القدم فقط. وستمر ثلاثون سنة أخرى ولن تفعل شيئا غير كرة القدم.. وإذا كانت ستستمر في “التكوير” فاطلبوا مني أن استقيل من المسرح، وسأفعل”. قلت ذلك دون أن أدري ان المغرب كان قد احتفل يوم 3 مارس في تلك السنة بمرور ثلاثين سنة على جلوس الحسن الثاني على العرش… فما كان من الملك إلا أن قال للوزراء الحاضرين “إن البدوي على حق، لقد أكثرتم فعلا من الاهتمام بكرة القدم”.