بعض الدراسات، التي صُنفت بأنها “غير محايدة”، اعتبرت أن المغاربة منذ القدم لا يهتمون بأكل السمك. ومنها ما ذكره المؤرخ الفرنسي “ستيفان أكسيل” في موسوعته “تاريخ شمال إفريقيا القديم”، حيث قال إن “استهلاك السمك في النظام الغذائي المغربي كان ضعيفا جدا”، مضيفا أنه “إلى غاية بداية القرن العشرين، لم يكن السمك طبقا مفضلا لدى أھالي المغرب”. المؤرخ وفي كتاب آخر، ذكر أن “الأمازيغي بصفة عامة، لا يستطيب السمك إلا قليلا.. وقد كانت مصانع تمليح السمك الفينيقية تنتج فقط قصد التصدير”.
اهتم برونو بدراسة المصطلحات البحرية الواردة في الاستعمالات اليومية في مدينتي الرباط وسلا، وانتهى إلى أن “الصناعات البحرية الموجودة بالمغرب صناعات مستوردة من اسبانيا”، فاللغة العربية في رأيه، تفتقر إلى المصطلحات التقنية المضبوطة في مجال البحر.
لكن الأستاذ والباحث حسن أميلي، يرى أن الأمازيغ ظلوا مرتبطين بشكل كبير بالبحر، بخلاف العرب (والقبائل العربية القادمة من الحجاز). فمنطقتي سوس والريف ظلتا مرتبطتين بالبحر عبر تاريخ المغرب، ولم تنقطع. ودليله في هذا أن الطبيعة الجبلية ووعورة الأراضي الفلاحية كانت تدفعهم إلى الاعتماد على البحر. “لذا نجد أسماء للسمك في القاموس الأمازيغي بكل أنواعها (كما هو مفصل في كتاب “سوس و البحر من خلال المعجم الأمازيغي للكائنات البحرية”)، بخلاف المناطق التي سكنها البدو (من طنجة إلى دكالة)، حيث كانوا يعتبرون كل أنواع السمك “حوتا”، أي أنهم لا يخصصون لكل نوع اسمًا”.
أي نتيجة
View All Result