ساد الاعتقاد بالمتصوفة والصلحاء والمجاذيب والبهاليل في المغرب ما بين القرن 13 والقرن 15، وترسخ الإيمان بخوارقهم وكراماتهم القادرة على دفع المضرات، وتعلق الناس ببركة هؤلاء، أملا في حمايتهم. وشاع الاعتقاد أن الصلحاء والصوفية هم القادرون على التوسط لدى العناية الإلهية لتتحقق الحاجات وتعم البركات وتسود الرحمة الإلهية على عباده، فأضحى الولي، في اعتقاد الناس، قادرا على إظهار طعام وتفجير ماء وغيث في زمن عطش، وتخليص أسير وإفناء محارب ودفع غاز ومنع غارة، إلى غير ذلك من الخوارق التي تكشف عن ارتفاع مكانة الولي، مقابل ضعف من لجؤوا إليه، وراهنوا على قدراته الأسطورية في تجاوز الأزمات واختناقاتها.
إن لجوء الناس إلى الأولياء والاعتقاد في قدراتهم الخارقة ما كان له أن يكون كذلك لولا الأدوار الاجتماعية الذي اضطلع بها هؤلاء في مواجهة طوارق الأزمة ومحنها. فما اضطلع بهؤلاء من أدوار اجتماعية مهمة كانت وراء ثقة الجموع فيهم، حيث تنافسوا في إطعام الفقير وذوي الحاجة، والضرب على أيدي الغصاب وذوي الجاه والنفوذ.
أي نتيجة
View All Result