في بعض الأوقات التي ضرب فيها الجفاف المغرب، اعتقد الناس، بحسب ما تسجله الروايات، أن “الله غاضب” عليهم، فخرج الجميع يتضرعون ويستمطرون حفاة وبلباس مترهل ومتسخ، على رأسهم السلطان مولاي إسماعيل نفسه.
سجل الكاتب الفرنسي “جيرمان مويت” الذي قضى عشر سنوات سجينا بالإيالة الشريفة في القرن 17م، كل ما عاشه وشاهده في المغرب. ويذكر في كتابه “تاريخ فتوحات مولاي رشيد”
(Histoires des conquestes de Mouley Archy)، وبالتحديد عن سنة 1860، أحوال الناس والسلطان مع الجفاف. يقول: “في هذا الوقت، وبعدما سرى الاعتقاد أن الله غاضب على المملكة، بسبب الجفاف الذي أضر بالحبوب والفواكه، أمر مولاي إسماعيل الطلبة والجماعة بالتوجه في شكل مواكب إلى مساجد الصلحاء المشاهير خارج أسوار مكناس، للتوسل بنجدة السماء.
لكن وبعد انقضاء أيام على صلواتهم وأدعيتهم لم ينزل المطر، آنذاك قرر السلطان للتوجه بنفسه ليرى مدى فعالية دعائه. فارتدى يوم 17 مارس رداء قديما متسخا وغطاء رأس لا يليق بمقامه، وخرج حافي القدمين من قصره، رفقة رجال القصر الحفاة الأرجل والعراة الرؤوس، إلى جانب عامة المدينة في نفس الحالة، فزار كل مساجد الصلحاء في المدينة، زيارة امتدت من الصباح الباكر إلى غاية الساعة الرابعة مساء، لكن لم يكن الموكب أكثر ابتهاجا من الآخرين. بعد ذلك، بدأت الشمس تسخن أكثر وتزيد من حدة الجفاف…”.