سعت هولندا بكل الوسائل للتودد إلى المغرب والتقرب إليه، لشهرته وقوته العسكرية في القرن السادس عشر، وذلك من أجل دحض عدوهما المشترك إسبانيا. فتح المغرب بابه لأصحاب الأرض المنخفضة، فخلخل التعاون بينهما الأوضاع بشكل جذري في شبه الجزيرة الإيبيرية، وأيضا عند مصب نهر أبي رقراق وما عرف بـ”جمهورية سلا”. فكيف ذلك؟
يرجع تاريخ العلاقات بين هولندا والعالم العربي إلى إلى بداية العصر الحديث، وبالتحديد إبان القرن السادس عشر، حيث تم وضع أسس العلاقات بناء على المجالين السياسي والاقتصادي. وخلال ما سمي بحرب الثمانين سنة (1648-1568)، كانت جمهورية الأقاليم السبعة المتحدة بشمال هولندا، في حالة عصيان ضد سيادة آل هابسبورغ وضد ملك إسبانيا، فأعلنت انتفاضتها ضد الإسبان سنة 1568. ومن حينها، بدأت هولندا تبحث عن حليف قوي في المنطقة المجاورة لنفوذ إسبانيا، ولم يكن هذا الحليف إلا المغرب.
هولندا تدق باب المغرب
في الوقت الذي كان فيه الهولنديون يبحثون عن حليف لهم، بلغ لأسماعهم في سنة 1578 أصداء انتصار المغاربة على البرتغاليين في معركة “وادي المخازن”، التي أسقطت حكم البرتغال، وأذكت الصراع المغربي مع الإسبان. حينها أدرك أصحاب الأقاليم المتحدة (هولندا) أن المغرب بقوته العسكرية، خير حليف لهم في المنطقة من أجل إضعاف سلطة الملك الإسباني، فباشروا جميع سبلهم لطرق باب الإيالة الشريفة. يرجح المؤرخون دواعي التقارب، إلى جانب العداء المشترك لملك إسبانيا، حاجة الجمهورية الحديثة إلى نقط ارتكاز آمنة بالمحيط الأطلسي لتأمين ملاحتها وتجارتها البحرية. ويضيف المؤرخ عبد الهادي التازي من جهته، أن الجالية اليهودية التي كانت تقيم في هولندا، بعد طردها من الأندلس، الثرية منها خاصة، كوّنت علاقات تجارية مع نظيرتها المقيمة في المغرب والجزائر.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 84 من مجلتكم «زمان»