اغتُصِب عدنان وقُتل، والداه مكدومان، ساكنة مغربية مصدومة ومستعدة لنهش البيدوفيلي القاتل، ملك مواس يقدم تعازيه لوالدي عدنان، الطفل القتيل الذي لا يتعدى عمره 11 سنة.
كمواطن، لا يمكن لي إلا أن أضم صوتي لصوت ألوف المغاربة المستنكرين عن حق لجريمة ذلك “التنين الأخلاقي”. بدوري لا يسعني إلا أن أدين بشدة ذلك الاغتصاب الشنيع القاتل دون أن أسقط في منطق الانتقام أو في العنف المضاد.
في هذه الورقة المهداة إلى عدنان، أود التطرق إلى أربعة أسئلة:
– كيف يكون البيدوفيلي مريضا ومجرما في الوقت ذاته، أي مسؤولا عن جريمته رغم مرضه؟
– لماذا يكون للمجتمع المغربي رد فعل عنيف وسريع للتنديد ببعض حالات الاغتصاب الظرفية خلافا لتواطؤه مع الأفعال البيدوفيلية البنيوية التي يُطَبِّعها في اشتغاله اليومي؟
– ما هو دور التربية الجنسية في الوقاية من البيدوفيليا الظرفية ومن البيدوفيليا البنيوية؟
– لماذا التمييز بين “هتك العرض” و”الاغتصاب” في القانون الجنائي المغربي ولماذا ينبغي حذفه والاحتفاظ فقط بجريمة الاعتصاب؟
البيدوفيليا كواقعة ظرفية، كمختلفات في منظور الطب العقلي، تشكل البيدوفيليا (حب ممارسة الجنس مع الطفل) مرضا عقليا، وبتعبير أدق بَرَافيليا (Paraphilie)، مثلها في ذلك مثل الزووفيليا (الجنس مع الحيوان) والنِكْروفيليا (الجنس مع الموتى). إنها انحراف جنسي يكمن في الانجذاب الجنسي لدى الراشد إلى الطفل، أي إلى “شريك” غير ملائم. وهو انحراف خطير يهدد صحة الطفل (ة) المغتصَب (ة) وسلامته (ا) النفسية، بل يقود في بعض الحالات إلى قتله. ومما يجب الإلحاح عليه أن البيدوفيليا “مرض عقلي مرحلي متقطع، بمعنى أنه يصيب بعض الأفراد في فترات معينة فقط من حياتهم العادية. فالبيدوفيلي شخص عادي له حياة عادية خالية من أي هوس جنسي.
عبد الصمد الديالمي
تتمة المقال تجدونها في العدد 84 من مجلتكم «زمان»