يحفل التراث العربي والإسلامي بقصص ونوادر الغلمان، في المشرق كما في المغرب، وقد تواترها الناس بالقول قبل أن تعرف طريقها إلى التدوين.
شح المصادر التاريخية على الحديث عن ظاهرة الغلمان في مجتمعات العرب والمسلمين، ومع ذلك وصلت أشعار وأمثلة وقصص وطرائف، منسوبة إلى الغلمان أو تحدثت عنهم، تفيد أن أولئك كانوا، دائما، حاضرين في تلك المجتمعات، ولو أن العديد من المصادر تفادت الحديث عنهم. هنا مقتطفات مما جاء في قصص ونوادر الغلمان، كما ضمتها مؤلفات متأخرة.
مع الخلفاء
يحكى أن الخليفة الأموي، الوليد بن يزيد، كما ورد في كتاب “الأغاني“، كان يغطس نفسه داخل برميل مليء بالخمر، بينما المغني المعروف باسم “معبد“ يطربه، وبعدما يغدق على العازفين بالهدايا، يوصيهم بعدم إشاعة خبر دخوله في برميل الخمر.
سئل أبو مسلم الخُراساني، صاحب الدعوة العباسية لأبي مسلم صاحب الدولة: “ما ألذ العيش؟“ فقال: «طعام أهبر ومدام أصفر وغلام أحور! وقيل له: لم قدمت الغلام على الجارية؟ قال: لأنه في الطريق رفيق، وفي الإخوان صديق، وفي الخلوة أهل» .وقيل لعافية بن يزيد بن قيس، الذي مارس القضاء على عهد الخليفة المهدي العباسي: «لم اخترت الغلام على الجارية؟ فقال: لأنه لا يحيض ولا يبيض». يروي الموسيقي إبراهيم الموصلي، وفق ما جاء في كتاب “الأغاني“، إثر دخوله على هارون الرشيد في أحد قصوره، قائلا: «فإذا هو جالس على كرسي في وسط ذلك الصحن، ليس عنده إلا خادم يسقيه، وإذا هو في لبسته التي كان يلبسها في الصيف: غلالة رقيقة متوشح عليها بإزار رشيدي، فلما رآني هش لي وسر، وقال: يا موصلي، إني اشتهيت أن أجلس في هذا الحصن، فلم يتفق لي إلا اليوم، وأحببت ألا يكون معي ومعك أحد، ثم صاح بالخدام، فوافاه مائة وصيف، وإذا هم بالأروقة مستترون حتى لا يراهم أحد، فلما ناداهم جاؤوا جميعا».
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 42 من مجلتكم «زمان»