حمِلت مئات الأطنان من الذهب، على وجه السرعة، أمام تقدم النازيين. وسط الكارثة، في صيف عام ،1940 نجح بنك فرنسا في حرمان الألمان من غنيمة حرب هائلة، واختار الدار البيضاء كوجهة لتهريب ذهبه.
وقف الضباط النازيون الأربعة، يوم 15 يونيو 1940 بعد يوم من استيلاء الفيرماخت (اسم القوات المسلحة الموحدة لألمانيا من 1935 إلى 1945) على باريس، مذعورين بعدما لم يجدوا قطعة ذهبية واحدة في أقبية بنك فرنسا التي تمتد على حوالي هكتارين. غير أن المسؤولين الألمان، في برلين، لم يفاجؤوا بعد توصلهم بتقرير الضباط الأربعة. إذ كانت هناك سابقة، حين تمكنت باريس من تهريب ذهبها في عام ،1870 حين تمكن الجيش البروسي القوي، آنذاك، من اكتساح فرنسا. عمل مسؤولو البنك، في البداية، على إخفاء المعدن الثمين في ميناء مدينة بريست، وكانوا على استعداد لنقله إلى بريطانيا، على الضفة الأخرى من بحر المانش، في حال تمكن الألمان من الغزو الكامل للأراضي الفرنسية .أعاد التاريخ نفسه في عام ،1914 عندما وضع الفرنسيون، أمام التهديد الألماني، خطة لتهريب الذهب. مرت السنوات وتكررت القصة مرة أخرى. فحين أعلن هتلر الحرب ضد بولونيا في شتنبر ،1939 سارع الفرنسيون إلى إنقاذ كنزهم الوطني، ونقل مئات من أطنان الذهب إلى الخارج. في تلك الفترة، لم يكن أحد يتوقع أن تستولي القوات النازية على باريس خلال بضعة أشهر فقط، رغم تجربة الفرنسيين في الدفاع عن عاصمتهم، التي كانت فيها أقبية البنك تحتضن ما يقارب 2500 طنا من الذهب، عشية الغزو النازي في بداية يونيو .1940 لكن كان على مسؤولي البنك التحلي بالشجاعة ومواجهة تواطؤ فيشي مع الألمان، من خلال التعاون مع البحرية الفرنسية، لربح عملية الإخلاء. وفيما يخص الوجهة، كان هناك احتمالان: القوى المتحالفة مع فرنسا من خارج أوربا أو بلدان المستعمرات. وهكذا، انحصر الاختيار بين كندا، السنغال، الجزائر والمغرب.
سامي لقمهري
تتمة المقال تجدونها في العدد 88 من مجلتكم «زمان»