قرر المغرب، بالموازاة مع اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائليين أواخر عام ،1993 إقامة علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، لم ترق إلى مستوى تبادل السفراء، بل اكتفت بفتح مكتبي للاتصال في عاصمتي البلدين. هنا يقدم لحسن الجيت، الدبلوماسي المغربي السابق ونائب رئيس مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب، معطيات حصرية يكشف عنها لأول مرة كما عاشها هناك قبل وبعد تأسيس المكتب، كما يتحدث عن ترحاب اليهود من ذوي الأصول المغربية بأعضاء المكتب، وعن مغاربة مسلمين اختاروا الاستقرار هناك.
كيف استقبلتم خبر اختياركم نائبا لرئيس مكتب الاتصال المغربي بإسرائيل؟
بداية، يجب الإشارة إلى أن حدثا بارزا سبق الإعلان عن إقامة علاقات دبلوماسية بين المغرب ودولة إسرائيل. وكان هذا الحدث مشجعا على إقامة تلك العلاقات، ويتعلق الأمر بتوصل الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى إبرام اتفاقات في أواخر عام 1993 والتي أصبحت معروفة باتفاقات أوسلو، وهي الأولى من نوعها في المسار الفلسطيني. كما هو معلوم وفي أعقاب ذلك، قرر المغرب أن يقيم علاقات رسمية مع دولة إسرائيل، مع الحرص على أن يكون التمثيل بين البلدين على مستوى مكاتب الاتصال، وهو أدنى مستوى دبلوماسي في التمثيل بحسب اتفاقيات فيينا. كان قرار المغرب، في هذا الاتجاه، مقصودا ومدروسا لأنه أراد به، أولا، أن يواكب تلك التطورات التي عكستها اتفاقات أوسلو عن قرب. وثانيا، أن يدعم الجناح المؤيد للسلام والمتمثل في أقطابه، وهما بالأساس إسحاق رابين وشمعون بيريس أبرز قياديي حزب العمل. وثالثا، الاحتفاظ بقوة الدفع في تطوير مستوى التمثيل، وجعل ذلك رهينة بمدى تطور عملية السلام في المستقبل بغية الوصول إلى مستوى تبادل السفراء. لقد كانت غاية المغرب، في هذا الشأن، هي الدفع بالأطراف إلى تحسين ظروف العملية التفاوضية وحثهم على استكمال مسلسل السلام. كما تجدر الإشارة إلى أنه في الوقت الذي قرر فيه المغرب فتح مكتب اتصال بتل أبيب، قرر بالتزامن مع ذلك فتح بعثة دبلوماسية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية بغزة آنذاك، لكي يبقى المغرب على مسافة واحدة من التواصل مع الطرفين.
إلى جانبك، من هي العناصر الأساسية التي ضمها المكتب؟
حينما بدأ تنزيل مقتضيات اتفاقات أوسلو، كنا أول بعثة دبلوماسية قد وصلت إلى تل أبيب عبر باريس، في شهر مارس ،1995 وكانت تضم، أساسا، رئيس المكتب ونائبه ومسؤولا عن الاتصالات السلكية واللاسلكية.
حاوره عمر جاري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 88 من مجلتكم «زمان»