قررت الرباط، في أواخر غشت الماضي، سحب سفيرها من تونس، وردت الأخيرة بالمثل، لكن دون أن يقرن الفعل بقطع العلاقات الدبلوماسية. هل يعني ذلك أن البلدين قادران على جعل الأزمة الأخيرة تحت السيطرة؟
على مدى ستة عقود، نجح البلدان المغاربيان في أن يتحكما وإلى حد كبير في النزاعات والخلافات المحدودة التي نشبت بينهما. واستطاعا، ولو بصعوبة أحيانا، إما إخمادها بالكامل أو حصرها وتطويقها بشكل جزئي. ولم يكن ذلك بالطبع، وفي المنطقة المغاربية بالذات، بالأمر الهين أو اليسير، فهو يكاد يمثل هناك استثناء نادرا، إن لم يكن فريدا من نوعه. لكن بعيدا عما أثاره من ردود أفعال قوية ومن حملات إعلامية حادة وعنيفة في بعض المرات، فإن التوتر الأخير بين العاصمتين التونسية والمغربية والذي ظهر بعد استدعاء الرباط، في السادس والعشرين من غشت الماضي، سفيرها المعتمد في تونس لـ“التشاور“، ردا على ما وصفته خارجيتها في ذلك الوقت بـ«العمل الخطير وغير المسبوق الذي يسيء بشكل عميق الى مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية»، وهو استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي في العاصمة تونس بمناسبة احتضانها القمة اليابانية–الإفريقية، ألقى الضوء بقوة ومن جديد على علاقة خيمت عليها كثير من الظلال في السنوات الأخيرة.
نزار بولحية
تتمة المقال تجدونها في العدد 108 من مجلتكم «زمان»