مع وصول الإسلام إلى شمال إفريقيا، ما مدى تأثير ذلك على اليهود الذي كانوا يعيشون بالمغرب، وكيف تعاملوا مع هذا الدين الجديد ؟ الباحث المتخصص في تاريخ اليهود، أمين الكوهن، يجيب عن هذا السؤال.
“ما تعلق بتأثير الفتوحات على اليهود، فهو ينطلق من الوضع القانوني لأهل الذمة، والذي أسهب الكثير من الفقهاء في إبرازه، لكن لا يبدو أن الإسلام كان مؤثرا بشكل كبير (إذا تجاوزنا الصيغ الدعائية التي كان يورد بها المؤرخون أحداث مرحلتهم، والتي تزعم بأن القائد الإسلامي قتل الآلاف من اليهود والنصارى والمجوس …)، فإدريس الثاني عندما عزم توسعة جامع القرويين اشترى من اليهود الاراضي (انظر ابن ابي زرع)، خلال هذه الفترات الاولى ظهر كتاب وشعراء ومفكرين يهود… وحتى بعد انتشار الاسلام كانت ” وضعية الذمة” حامية لهم من كثير من التعسفات، ليس هناك الكثير باستثناء ما تعرض له باقي المغاربة”.
ما علاقة اليهود بإدريس الأول، وما صحة تحالفه معهم ضد مؤيدي الخليفة هارون الرشيد ؟
“لم تذكر المصادر التاريخية شيئا من هذا القبيل، إلا إذا اعتبرنا بأن قبيلة أوربة يهودية. المصادر اعتبرت قبيلة أوربة أمازيغ، والقبيلة جعلته إمام صلاتهم والقائم على أمرهم، صاهرته وتبنته، وكان هذا الامر دافعا لطموحات تجاوزت المجال المحدود لأوربة، وأقصد بناء الإمارة الادريسية.
لو قلتَ أنهم كانوا شيعة أو خوارج لبحثنا في الأمر، ثانيا ماذا كان يشكل اليهود، فلا هم عصبية قبلية ولا ينتمون إلى هذه العصبيات حتى يكون لهم ثقل قادر على تغيير ميزان القوى لصالح العباسيين، وما مصلحتهم في ذلك ؟ ليس لدينا ما يشير إلى خيانتهم إذا كنت تقصد ذلك”.