خص محمد الحفيان، أحد ضحايا سنوات الرصاص، مجلة “زمان” بمختارات من مذكراته ستصدر قريبا. ويعود الحفيان، في مذكراته التي صاغها وقدم لها الناقد والروائي نور الدين صدوق، إلى الأيام الأولى التي رأى فيها النور بالجديدة، قبل أن ينخرط في العمل السياسي من خلال التحاقه بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية، كما يتطرق إلى محن الاعتقالات والمحاكمات…
النشأة والتكوين والمسيد
«ولدت، ليلة الثامن والعشرين من العام 1934، من أب انخرط في الجندية الفرنسية مبكرا. وكما ذهب، عاد عقب إصابة في الرجل. اختار لي والدي أمبارك بن بوشعيب من الأسماء إبراهيم. لم أعرف كيف غدوت محمدا وقد طوت صفحة أخي الأكبر. كنا أربع إناث وثلاثة ذكور. انطفأ الجميع ولم تلبث سوى هذه الحروف معلنة وجودي. أما والدتي، فالحاجة عائشة بنت بوشعيب. كانت تشربت الحكمة من تجاربها في الحياة، إذ لم يكن ليعبر حدث جسر زمنها إلا ورصعته بمثل سيار. كم غدوت أروي عنها قصصا وحكايات أتمثلها في مواقف دقيقة. غاب خيالها بداية التسعينيات، بالضبط في 1992…
فتحت صفحة تكويني سنة 1941 أو1942 على المسيد… قد يكون عمري حينها ست سنوات. كان ذلك بجامع الواسطي… ينسب المسيد إلى جزائري أقام بحي القلعة. لم أكن منتظم الحضور. دائم الفرار، أعاد مكتوف اليدين. هنالك تتلمذت على الفقيه حسن الشلح، حيث فتحت عيني على رنين اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم.
وإذ مثلت المرحلة الأولى صورة من تكويني، فالثانية انبثقت غداة التحاقي بالمدرسة المهنية للمسلمين (حاليا مدرسة الفقيه الرافعي). كان التعليم مغايرا، إذ تحققت الموازاة بين التكوين في اللغة العربية على يد الفقيهين: السي الجيلالي والعلامة السي الحطاب…
وأما اللغة الفرنسية فتكفل بتدريسها كل من السي بلقاسم ومحمد بلخدير الذي يعد الموقع على وثيقة الاستقلال (1944) باسم مدينة الجديدة، وكان ينتمي لحزب الاستقلال».
نور الدين صدوق
تتمة المقال تجدونها في العدد 52 من مجلتكم «زمان»