انتبه السلطان أبو الحسن المريني إلى نباهة ابن مرزوق فوظفه في سلك حاشيته، قبل أن يتوج الثاني تجربته بتأليف كتاب يقعد فيه لإيديولوجية بني مرين وأسس دولتهم.
يَعتبر المؤرخ ليفي بروفانسال محمد بن مرزوق التلمساني ثالث ثلاثة من مؤرخي الغرب الإسلامي، في القرون الوسطى، إلى جانب كل من ابن خلدون، ولسان الدين بن الخطيب. ورغم هذه المكانة، التي يعرفها له المختصون، فيكاد ابن مزروق أن يكون نِسيا منسيا. ولولا العمل الذي قامت به المؤرخة مارية خيسوس من إخراج كتابه “المسند الصحيح الحسن، في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن“ وتحقيقه، ونشر المكتبة الوطنية بالجزائر لما كنا نعرف عنه إلا ما أراده بعض المستشرقين، ممن وقفوا عليه، وتوزعوا بشأنه من حيث مكانته الأدبية، وكان أديبا لا يشق له غبار، كما يشهد له بذلك بلاشير، أو كشهادة عابرة عن فترة، كما يستشف من حكم ماسنيون عليه، أو بعض المختارات التي ترجمها ليفي بروفانسال…
لذلك، يعتبر العمل، الذي قامت به مارية خيسوس، عملا جليلا، من إخراج الكتاب وتحقيقه والتعليق عليه… لدينا الآن نص، مما كانت مارية خيسوس أن اقتنته من مكتبة الإسكوريال، ثم للمخطوط الذي وجدته في المكتبة الوطنية؟ ومن يقرأ الكتاب يقف على أهميته.
أولا، بالنظر للمرحلة التي يؤرخ لها ابن رزوق والتي تحمل ملامح العطب وعلامات الوهن. نعم ما زالت مظاهره العظمة بارزة، ولكنها تخفي أزمة بنيوية .فابن مرزوق مؤرخ أعظم سلاطين بني مرين، أبي الحسن المريني، عاش مع هذا السلطان أمجاده و نكباته… شهد هزيمة طريفة، وسمع عن هزيمة القيروان وإن لم يحضرها، ثم عاش نكبات ولي نعمته أبي الحسن، والنهاية المأسوية لأبي عنان، ومقتل أبي سليم.
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 100 من مجلتكم «زمان»