بصم محمد منصور التاريخ المغربي الراهن بإسهامه الكبير في مقاومة الاستعمار الفرنسي، ثم في الصراع حول بناء الديمقراطية، داخل البرلمان وخارجه .هذه محطات من سيرة هذا المقاوم الذي توفي في فاتح فبراير 2015.
اختار محمد منصور الإنزواء بعيدا عن الأضواء وصخب السياسة سنوات قبل رحيله، كأنما يعبر ضمنيا عن موقف خيبة الأمل مما آلت إليه الأمور من حوله. لم يصرح الراحل بذلك، لكن صمته يفيد، على الأرجح، هذا المعنى. قد لا يكون المرض إذن، الذي أقعد الرجل منذ 2003، السبب الرئيس لابتعاده عن السياسة والإعلام.
إذا جاز الحديث عن غياب أملاه الإحساس بخيبة الأمل، فلا شك أن لهذا الموقف ما يبرره، إذ أن مسار الرجل لم يكن عاديا. منصور من القلائل الذين ركبوا قطار البناء الديمقراطي، للمغرب المستقل، من محطته الأولى، محطة المقاومة المسلحة ضد الاستعمار. يتحدث عنه نفسه، في حواراته الصحافية النادرة، بتواضع مفضلا نسبة العمليات التي شارك فيها للمجموعة بدل التركيز على الأشخاص، لكن تواضعه لا ينفي كونه من المساهمين الرئيسيين في أحداث أساسية من تاريخ المقاومة، خاصة بعد نفي محمد الخامس. ناله نصيب من محن الاستقلال، شأنه شأن الكثير من قدماء المقاومين الذين اختاروا صف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، والذي شارك في تأسيسه. لكنه بقي وفيا للنضال الديمقراطي، بعيدا عن خيار بعض رفاق الأمس الذين فضلوا مواجهة الوضع الجديد بالسلاح. وعندما عاشت منهجية النضال الديمقراطي أزمتها الحادة في 1981، وتقرر الانسحاب من البرلمان، بقي وفيا لحزبه في تنفيذ القرار.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة المقال تجدونها في العدد 17 من مجلتكم «زمان»