دفعه الفقر إلى ممارسة القرصنة، وحملته أمواج البحر إلى سواحل المغرب، قبل أن يجد نفسه يحكم جمهورية سلا. “زمان” تعيد تركيب الرحلة المغربية الطويلة للقرصان الاستثنائي مراد الرايس وغزواته المرعبة في أوربا.
هي قصة مثيرة للبحار الهولندي جون جانزون ابن مدينة هارليم الواقعة في شمال هولندا، قادته من الاشتغال لصالح الدولة الهولندية إلى قيادة جمهورية قراصنة سلا المستقلة، وتزعم أبرز عمليات القرصنة في القرن السابع عشر. لم يكن يعرف ابن مدينة هارليم أن قدره سيحمله من بلاد الأراضي المنخفضة ليصبح واحدا من العلامات البارزة في تاريخ حركة القرصنة البحرية في المغرب والجزائر وتونس، بل وسيلعب أدوارا سياسية هامة.
رويت حول جون جانزون -اسمه قبل إسلامه- الكثير من الأساطير والقصص التي تحتفي ببطولاته وبأسه الشديد وقوة وصلابة شخصيته. هو الذي قادته الحاجة إلى المال والانعتاق من وضع مادي غير مريح إلى اختيار سلوك مسار القرصنة بحرا، قبل أن تقوده صدف الطريق إلى انقلاب جذري سيغير مصيره، لتصبح حياته بعدها حافلة بالتنقلات والنجاحات، لتنتهي بالعودة إلى المغرب التي عاش فيها مجده. رأى جون جانزون النور سنة 1575 في منطقة هارليم في شمال هولندا، وبها ترعرع وعاش طفولته. تزوج الفتى الهولندي جون في سن جد مبكرة من فتاة محلية تدعى ساوتغينكايفيس ورزق منها بطفلة. وابتداء من سن الخامسة والعشرين، سيدخل غمار البحر متنقلا بين الموانئ في خدمة الدولة الهولندية حيث كان يعمل على تعقب القراصنة في داينكيركن، بالإضافة إلى استهداف سفن إسبانيا التي توجد في حالة حرب مع بلاده. وبما أن هذه المهنة لم تكن مربحة فإنه قرر أن يغدو قرصانا، ولهذا الغرض اقتنى سفينة بسيطة وشرع في عمله الجديد.
عماد استيتو
تتمة المقال تجدونها في العدد 60 من مجلتكم «زمان»