يسلط معرض بعنوان “آثار ألمانية في طنجة والمغرب” الضوء على تاريخ الحضور الألماني في المغرب خلال الفترة 1873-1914.
وأقيم، مساء الأربعاء 15 أبريل 2015 بالمركز الثقافي بسفارة المغرب ببرلين، حفل افتتاح المعرض الذي يندرج ضمن الأنشطة المبرمجة في تظاهرة أسبوع المغرب في ألمانيا.
ويضم المعرض 68 لوحة ذات الحجم الكبيرة تجسد عددا كبيرا من الصور والوثائق التاريخية والمقالات الموقعة بعدة صحف ألمانية وفرنسية، كما يقدم المعرض لمحة تاريخية عن الآثار الأولى للألمان بالمغرب في مطلع القرن التاسع عشر، وبداية العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وألمانيا سنة 1873 إلى غاية رحيل الألمان سنة 1914.
ويعتبر المعرض المنظم من طرف الجمعية الألمانية المغربية بشراكة مع سفارة المغرب بألمانيا، حسب تقرير نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء، عصارة جهد لسبع سنوات من البحث والتنقيب عن الوثاق وجمع المستندات التي تؤرخ للوجود الألماني في المغرب، بذله هانز يواكيم تيشليدر الباحث الألماني الذي استهوته مدينة طنجة فأضحى من ساكنتها منذ أزيد من عقدين. وقد أصدر كتابا يضم كل محتويات المعرض.
السفير فولكمار فو شتوكر، الذي له جذور في المغرب حيث عاش جده وجده الأكبر في مطلع القرنين 19 و20، قدم لمحة عن المسار التاريخي لمفوضية الإمبراطورية الألمانية في طنجة ما بين 1873 و1914، والتي أغلقت إبان الحرب وكذا عن الرحلات التي قام بها مثقفون ألمان وعائلات ألمانية وتجار إلى المغرب حيث تركوا بصمات واضحة.
وأبرز السفير شتوكر تطور العلاقات الألمانية – المغربية في هذه الحقبة التاريخية مشيرا إلى أن المغرب كان واحدا من البلدان الأفريقية القليلة التي لم تستعمر بعد من قبل القوة الأوروبية العظمى معتبرا أن هذه السنوات كانت لها أهمية سياسية كبرى على مستوى العالم. وأضاف السفير شتوكر أن أسلافه كانت تربطهم علاقة شخصية جيدة بالسلطان مولاي الحسن موضحا أن جده الأكبر أقام في منزل كبير بطنجة سرعان ما تحول إلى مركز للأنشطة الاجتماعية الدولية. أما بالنسبة للسفير أولف ديتر كليم، فقال في كلمة أمام الحضور، إنه خلال تعيينه سفيرا في الرباط سنة 2008، فوجئ حين اكتشافه للعلاقات القوية التي كانت قائمة بين المملكة المغربية الشريفة والإمبراطورية الألمانية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين . وتحدث عن أول زيارة له لمدينة طنجة التي تحمل بصمات ألمانية خاصة مكتب البريد الألماني مذكرا أن العديد من الأسئلة طرحت عليه من قبل المغاربة حول زيارة الإمبراطور الألماني لطنجة سنة 1905، وهو الحدث الذي يعود إلى أكثر من 100 سنة، لكنه، وفق السفير كليم، ظل محفورا في الذاكرة إذ أن الإمبراطور كان يدعم استقلال المغرب إبان الأزمة المغربية الأولى المعروفة بـ”أزمة طنجة” الدولية.