كبد مقاومون مغاربة، في معركة وقعت يوم 14 مارس 1916، رتلا فرنسيا خسائر فادحة، غير أن المعركة المعروفة باسم «إِيغْزْدِيسْ» ما تزال حبيسة رفوف الأرشيف العسكري الفرنسي.
كثيرة هي المعارك التي دارت بين مجاهدي القبائل المغربية والقوات الفرنسية على طول جغرافية البلاد في السنوات الأولى من الغزو الاستعماري، فاشتهر بعضها ونال حظا وافرا من اهتمام الباحثين ووسائل الإعلام، في حين بقي بعضها مجهولا وطواها النسيان رغم الصدى الكبير التي تركته في حينه لدى الأوساط العسكرية والسياسية الفرنسية. من هذه المعارك تلك التي جرت في 14 مارس 1916 في مضايق إِيغْزْدِيسْ على وادي ﮔـير على بعد حوالي 25 كلم شمال غرب بودنيب، كبد فيها مقاومو آيت حمو وآيت عطا وآيت موسى رتلا فرنسيا خسائر فادحة، في وقت كانت فيه تعليمات الإقامة العامة صارمة بشأن تفادي أي نكسة عسكرية بالمغرب لما لذلك من انعكاسات على مجهود فرنسا في الحرب الكبرى. معلوم أن غزو القوات الفرنسية للمغرب بدأ من التخوم الشرقية باحتلال توات سنة 1900، ليتوالى اغتصاب التراب المغربي انطلاقا من بودنيب التي كانت قاعدة رئيسية للفرقة المتنقلة التي كان على رأسها الليوتنان كولونيل دوري، أحد مساعدي ليوطي الذين عول عليهم في تنفيذ خطة بقعة الزيت و«التغلغل السلمي».
وتزامنا مع التغلغل على طول جبهة واد ﮔـير كانت القوات الفرنسة بصدد اقتحام الأطلس المتوسط على الجبهة الغربية، وعلى مختلف الجبهات لاقت هذه القوات مقاومة شرسة من مختلف القبائل، في وقت كان المجهود الحربي الفرنسي مركزا على الجبهات الأوربية خلال الحرب العالمية الأولى.
محمد بوكبوط
تتمة المقال تجدونها في العدد 102 من مجلتكم «زمان»