في مطلع شهر شتنبر الماضي، أغمض الفنان عبد الله المغاري عينيه إلى الأبد. تكريما له، تقدم ”زمان “قراءة في أغنية ”نداء الحسن “التي كتبها، وتعتبر الأشهر التي تغنت بالمسيرة الخضراء .
اقترن ميلاد الأغنية الوطنية المغربية العصرية باستقلال المغرب، وقبل ذلك لم يكن الاستعمار ليسمح بمرور أعمال تُذكي الروح الوطنية في المغاربة. وعند رجوع الملك محمد الخامس من منفاه، بدأت أولى البواكير؛ فقدم الموسيقار أحمد البيضاوي نشيده “يا صاحب الصولة والصولجان“، ولحن عبد القادر الراشدي وغنى من كلمات محمد بلحسين نشيد “عدت يا خير إمام“، ثم توالت الأناشيد الوطنية، وصارت المناسبات الوطنية وبخاصة أعياد العرش والاستقلال والشباب فٌرصا للمؤلفين والملحنين لإغناء مخزون الأغنية الوطنية.
يُجمِع مؤرخو الغناء المغربي بأن الأغنية الوطنية، عرفت عصرها الذهبي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني سواء من حيث الكم والكيف وزخم الحضور في الإعلام المرئي والمسموع، ولا يختلف هؤلاء في أن نشيد “نداء الحسن“ الذي اشتهر بين المغاربة بمطلعه “صوت الحسن ينادي“ فاق كل الأناشيد الوطنية من حيث شهرته وانتشاره واستمراريته، وتجدد تلقيه حتى من أجيال لم تٌعَايش الحدث الذي وَلّدَه.
حكى الزجال فتح الله المغاري، لأكثر من منبر إعلامي، بأن النشيد وُلِدَ نظما ليلة الخميس 16 أكتوبر 1975 فالرجل استمع كغيره من المغاربة لخطاب الملك الحسن الثاني بمراكش الذي أعلن من خلاله عن تنظيم المسيرة الخضراء. لم يستغرق النظم، حسب مؤلفه، أكثر من عشرين دقيقة حتى يكتمل، التقط الزجال معجم الخطاب الملكي وكلماته الدلالية الرئيسة ذات الصلة بالمسيرة المرتقبة، فصاغها في قصيدته الزجلية الخالدة.
المهدي شبو
تتمة المقال تجدونها في العدد 108 من مجلتكم «زمان»