شكل خلع السلطان محمد بن يوسف يوم 20غشت 1953حدثا كبيرا لا يمكن فهمه إلا ضمن سياق الحرب الباردة آنذاك.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، حاولت الولايات المتحدة الأمريكية مواجهة تأثير الاتحاد السوفياتي على مرآى من العالم، فأنشأت تحالفا دوليا من دول غير شيوعية، تمثل في ما عرف بحلف شمال الأطلسي يوم 4 أبريل .1949وكانت فرنسا أحد أعضائه المؤسسين، وحليفا عسكريا مهما من وجهة نظر واشنطن.
أمريكا غداة نفي السلطان
منحت فرنسا عدة قواعد عسكرية استراتيجية للقوات المسلحة الأمريكية بشمال إفريقيا. ونتيجة لذلك، نجحت الحكومات المتعاقبة في باريس، على الأقل ليس بشكل مباشر، في إقناع نظرائهم في واشنطن بضرورة دعمهم للإمبريالية الفرنسية في إفريقيا وآسيا. كما استغل المسؤولون الفرنسيون في الرباط ودبلوماسيو “أورسي“ [وزارة خارجية فرنسا] بشكل جيد هذا التحالف، بعدما نفي السلطان الشرعي للمغرب.
عاش المغرب توترات حادة في صيف 1953حيث زادت الإقامة الفرنسية من حدة ضغوطها على القصر الملكي. وعلى الرغم من أن هذا ليس جديدا عليها، إلا أن إجبار السلطان محمد بن يوسف للتخلي عن العرش، صدم المراقبين الأمريكيين .ووفقا لتقرير وكالة الاستخبارات المركزية في 21 غشت، فإن «تنحيته ستخلق استياء عارما في العالم العربي والإسلامي، وتستفز عمل الأمم المتحدة .ومن المحتمل أيضا أن يمس ذلك سمعة الولايات المتحدة الأمريكية …لأنها ضمنيا تدعم سياسة فرنسا».
دافيد ستينر
تتمة الملف تجدونها في العدد 64 من مجلتكم «زمان»