ناوش الموحدون الجيش المرابطي طويلا، إلى أن التقى الجمعان في موقع يسمى بـ”البحيرة”، وقتل فيها الكثير من أتباع ابن تومرت.
تعتبر معركة البحيرة بين الجيش المرابطي والحركة الموحدية حلقة من حلقات مسلسل الصراع المرابطي الموحدي، فبعد الانتصارات التي حققها الموحدون بقيادة محمد بن تومرت على جيش علي بن يوسف بن تاشفين، حدثت المفاجأة بهزيمة الموحدين أمام المرابطين في موقع يسمى بـ“البحيرة” سنة 524هـ/ 1130م.
سياق الموقعة
بعد طرد محمد بن تومرت سنة 514هـ/ 1120م من مراكش بسبب مناظرته لفقهاء المرابطين، أخذ تحركه طابع الخطورة منذ ربيع 516هـ/1122م، وقدمت المصادر الموحدية معلومات مفصلة عن المواجهات بين المرابطين والحركة الموحدية خلال السنوات التسع التي فصلت تاريخ المناداة بابن تومرت مهديا عن تاريخ وفاته، وتحدث البيذق عن تسع مواجهات لم يحدد تواريخها، ولكنه جعل النصر حليف الموحدين في جميعها. فقد واجه الأمير المرابطي علي بن يوسف مشاكل كبيرة أمام الموحدين، جعلت الفشل رفيقا له في كل مواجهاته معهم، وفي مقدمتها وعورة تضاريس جبال درن (لأطلس الكبير)، حيث يقع المجال الذي اتخذه ابن تومرت مركزا لعملياته ضد المرابطين.
شرع ابن تومرت سنة 519هـ/1125م في تحصين تينمل، الموقع الذي اختاره مستقرا نهائيا ومركزا لحركته. خلال هذه السنة، ظهر على مسرح الأحداث البشير الونشريسي الذي عينه ابن تومرت مساعدا مباشرا له، وكان البشير، وفق ما صورته المصادر، مصابا بداء الصرع تنتابه حالات إغماء بين الحين والآخر. وكلما استعاد وعيه، تنبأ بانتصارات جديدة للموحدين!
صلاح الدين الهجهوجي
تتمة الملف تجدونها في العدد 64 من مجلتكم «زمان»