بعد أن عادت العلاقات بين إسرائيل والمغرب إلى سابق عهدها، ينتظر الجميع حدث زيارة الملك محمد السادس لإسرائيل لأول مرة في تاريخ المملكة. فهل سيتم ذلك؟
ما إن تم الإعلان عن عودة العلاقات بين المغرب وإسرائيل نهاية العام المنصرم، حتى تناسلت الأخبار عن احتمال زيارة “الرئيسين“ لبعضهما البعض. من جهته، لا تشكل زيارة نتنياهو للمغرب أي حرج لديه أو لحزب الليكود، لكن الآراء تضاربت حول زيارة العاهل المغربي لإسرائيل، باعتباره الحدث الأهم والأكبر. ففي اتصال هاتفي بين الملك محمد السادس ورئيس الوزراء الإسرائيلي، وجّه نتانياهو الدعوة إلى الملك لزيارة إسرائيل، وفق ما أعلن عنه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وتأتي تلك الدعوة في سياق ما يكنه اليهود ذوو الأصول المغربية من مودة لبلدهم الأصلي وملوكه. فتقديرا لجهود محمد الخامس في الحرب العالمية الثانية مع اليهود، ودور الحسن الثاني في السعي لإحلال السلام بالمنطقة، وصولا إلى اعتناء العاهل محمد السادس بيهود المغرب وبذاكرتهم وتراثهم، فإن الدولة العبرية تتطلع إلى تثمين العلاقات بشكل أكثر مما عليه الآن .وبإزاء بدء عملية توقيع الاتفاقيات التجارية والاقتصادية بين البلدين، فقد جاء في دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن «إسرائيل بأكملها متحمسة لإقامة سلام بين البلدين».
المغرب ليس في حالة حرب مع إسرائيل، وهو في سلام مع الجميع، إلا أن للدبلوماسية وللسياسة حسابات أخرى، فقد انقطعت العلاقات قبل عقدين من الزمن، ثم عادت مقرونة بملف الاعتراف الأمريكي بالصحراء المغربية. وقد لا يهم إسرائيل ملف الصحراء بقدر ما يهمها تطبيع العلاقات مع المملكة .لكن المغرب بدوره لم يهتم لدلالات مصطلح “التطبيع“، وكما عبر بيان الديوان الملكي، فإنه بالمقابل لم يتخل عن الدفاع عن القضية الفلسطينية.
لهذا وبخصوص هذه القضية، فإن الملك المغربي، بحسب ما تداولته الصحف العبرية، «اشترط قبول دعوة نتانياهو وإجراء الزيارة مع الإعلان خلالها عن استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين» .بينما نشرت صحف أخرى أن العاهل المغربي سيتجنب دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي، لكون الأخير «يريد استغلالها في انتخاباته وكذلك من أجل ترميم مشاكله السياسية داخل الدولة العبرية».
هذا ويذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز سبق له أن زار المغرب سنة 1986 بدعوة من الحسن الثاني، ورغم ما أثارت الزيارة من ضجة وطنية وعربية، فإن ملوك المغرب حرص كل واحد منهم على عدم زيارة إسرائيل، لعدة اعتبارات، واكتفوا بدل ذلك، بلعب دور الوساطة بين الدول المتنازعة مع إسرائيل بالشرق الأوسط.