لا يخفى نور الدين عيوش عن أحد وسط المشهد السياسي والثقافي والاقتصادي كذلك، فإلى جانب كونه رجل أعمال ناجحا، فهو صاحب مبادرات مجتمعية عديدة جلبت عليه انتقادات واسعة، في مقدمتها الحريات الفردية واعتماد الدارجة كلغة في المقررات الدراسية والحياة العامة.. في هذا الحوار، نعود مع عيوش إلى بداياته الأولى ونشأته وعلاقته بأبراهام السرفاتي ومليكة أوفقير.. وكيف أصبح من أهم رجال الأعمال بالمغرب وأحد الفاعلين فيه .كما يجيب في الحوار عن تساؤلات تحوم دائما حول علاقته بمحيط الملك والأدوار”الخفية أو المعلنة “التي قام ويقوم بها في المجتمع.
يلاحظ في الفترة الأخيرة أن نور الدين عيوش توارى عن الأنظار، ولم يعد يخرج إلى العلن ويدافع عن قضاياه المثيرة.. هل هناك من قال لعيوش أن يحد من إثارة ”القلاقل”؟
هل ما يزال الناس يعتقدون أن هناك من يقول كفى من الكلام! يثير الصحافيون كثيرا هذا الاعتقاد، لكن لا أحد في البلاد يمكن أن يقول لك “باراكا“، لأنه إذا كنت تقوم بعملك بشكل منضبط وأنت شخصية معروفة ومحترمة، فلا أحد سيخلق لك مشكلا. أما إذا قمت بأمور تخالف قوانين الدولة المغربية وركائزها، فستتم متابعتك ومحاكمتك .بالنسبة لي، لم يسبق للدولة ورجالها أن تدخلوا في شغلي وأعمالي، ولم أتلق يوما اتصالا هاتفيا من سلطة عليا ليقول لي كذا أو كذا… صحيح أن بعض نشاطاتي توقفت أحيانا من طرف السلطات العمومية خلال إقامة مؤتمر حول الحريات الفردية، لكنه أمر عادي يقع لأي شخص، ولهذا فلست شخصا محصنا.
من ناحية أخرى، فإنه خلال السنتين الأخيرتين، توقفت كل الأنشطة الثقافية بسبب جائحة كورونا التي أضرت بالقطاعين الاقتصادي والثقافي .وليس هذا ما شغلني أو منعني، فبالرغم من تلك الأزمة، فقد بقيت متابعا ومسهما في ما يقع، إذ قمنا على سبيل المثال بالتضامن مع الصحافيين المعتقلين، وكتبنا بيانا بهذا الشأن، وتواصلنا مع بعض الإعلاميين، لكنهم للأسف تخوفوا مما كتبنا. بياننا كان عقلانيا يحترم كل المقومات وأدبيات التضامن ولا يتجرأ على الدولة، ووضحنا فيه اعتراضنا على إجراءات المحاكمة وما حصل للصحافيين. إن المشكل الحقيقي الآن هو أن الفاعلين الإعلاميين والصحافيين هم الذين أصبحوا يتوارون إلى الوراء ويتخوفون، وهذا وضع غير صحي بتاتا.
ماذا تستنج من هذا الوضع؟
أستنتج أننا في المغرب نتقدم في عدة مجالات، لكننا نتأخر في مجالات أخرى؛ كحرية الصحافة والتعبير. علينا أن ننظر إلى حالنا ونتساءل: لماذا وصلنا إلى هذا الوضع وتوقفنا؟ ولماذا أصبح الصحافيون ونشطاء المجتمع المدني يتخوفون من الحديث والتعبير؟ ربما لأنهم يشاهدون صحافيين مسجونين، لم تتم محاكمتهم بطريقة تتلاءم مع أسس الديمقراطية والشفافية واستقلالية العدالة.
حاوره غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 101 من مجلتكم «زمان»