بدأ الحديث عن الجنون، في الإسلام، مع بداية نزول الوحي على النبي، ووصف محمد بأنه “مجنون”، ثم انتقل المفهوم إلى سياق التشريع مع تثبيت الخلافة، قبل أن يحمل معاني فضفاضة مع تطور المسلمين سياسيا وعقديا وفكريا.
«رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل»، واحد من أكثر المرويات النبوية تكرارا بمدونات الفقه الإسلامي، حتى صار أصلا وقاعدة فقهية تؤطر تعامل العقل الإسلامي مع قضية الجنون والمجانين، وتجعل الإدراك مناطا للتكليف، وذهابه وغيابه موجبا لارتفاع الأهلية عن المسلم سواء في أدائه للعبادات الفردية، أو في التزامه بالقوانين المؤطرة للمجتمع.
النص على رفع الحرج عن المجنون وتخصيصه بالذكر، هو ما فتح الباب لاعتناء التشريع الفقهي الإسلامي بهذه الفئة من الناس، وتناول وجودهم وحقوقهم الجسمانية والنفسية والمالية بتفصيل، كما أن كتب الأخبار والأدب والموعظة والفكاهة تناولت كثيرا من حكاياتهم وقصصهم، حتى خصص بعضها للحديث عن أخبار الحمقى والمغفلين.
فكيف تناول الإسلام قضية الجنون؟ وكيف تطور هذا المعنى على امتداد تاريخ المسلمين؟ ومن هم أبرز المجانين الذين اعتنت بذكرهم كتب الأدب والتاريخ؟ وكيف كان تعامل الغرب الإسلامي مع هذه الظاهرة؟ وما هو الدور الذي قامت به الزوايا في إيواء المجانين وحمايتهم؟ وكيف وظف المجنون لخدمة أغراض سياسية؟
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 101 من مجلتكم «زمان»