تقول سكينة أوفقير، نجلة الجنرال محمد أوفقير، إنها طوت صفحات الماضي الأليم الذي عاشته رفقة والدتها وإخوتها، بعد رحيل والدها على خلفية تورطه في المحاولة الانقلابية يوم 16 غشت 1972. كما تشدد على أنها سامحت كل من كان سببا في معاناة العائلة.
هل ما يزال المغرب يذكرك بالمعاناة التي عشتها أنت وأفراد عائلتك؟
يمكن أن أقول إن الخوف هو الذي ارتبط بهذه الذكريات .ذلك أن الخوف غير عقلاني، ولا يطلب رأيك أبدا ليظهر نفسه. في الآونة الأخيرة، عملت بجد على التغلب على مخاوفي وهذا ما غير نظرتي للأمور. الواقع كما هو، والأمر متروك لنا لتغييره .لذلك، فإنني أبذل جهدا مستمرا لمحاربة هذا الشعور بالخوف الذي لا فائدة منه في النهاية.
كيف تعيشين حياتك اليومية في المغرب حيث يمكن أن توقَظ فيه هذه المخاوف؟
لا أريد أن أذكرها هنا، لأنني أعتقد أن الأمر سيكون وقحا. صحيح أنني أعاني من إجهاد ما بعد الصدمة، وهو أمر شخصي، ولذلك أفضّل الاحتفاظ به لنفسي. كل ما يتطلبه الأمر هو تاريخ أو عنصر آخر يبدو غير ضار، قد يظهر في فيلم على سبيل المثال، لاستعادة الذكريات المؤلمة. هذا هو المكان الذي يأتي فيه الحاضر، الذي يعيد الماضي على الفور إلى ما هو عليه حقا، أي مجرد ماضٍ.
في 23 دجنبر ،1972 بدأت محنة عائلتك. هل هذه المحطة الزمنية شريط رمزي ينتمي إلى التاريخ أم أنها ما تزال جزءا من حاضرك؟
أولا، يجب أن أقول إنك الوحيد الذي تحدث في الوقت الحالي عن هذا التاريخ الرمزي. من جهتي، أفكر في الأمر ولكني لم أذكر أحدا. لا أريد وضع خلفيتي والكثير من تلك السنوات الخمسين في سيرتي الذاتية. علاوة على ذلك، من الصعب مشاركتها، بما في ذلك مع الأشخاص الذين عانوا أيضا من الصدمات. يمكننا أن نتعانق، لكننا لن نتحدث عن ذلك. لا يقتصر الأمر على التواضع فحسب، بل لأنه غير مفهوم للآخرين. عندما أقول لك إن الماضي قد مضى، فأنا أعني ذلك بصدق .الأمس لم يعد موجودا. بالنسبة لي، دجنبر 2022 هو أيضا، وقبل كل شيء، السنوات العشر التي انقضت منذ اختفاء والدتي. وبالنسبة لي، فهي أكبر صدمة.
حاورها سامي لقمهري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 123 من مجلتكم «زمان»