بعد عقود طويلة من الصراع بين الاتحاد الوطني (الاشتراكي) للقوات الشعبية مع المؤسسة الملكية، انتهت الأمور بينهم إلى تسليمهم قيادة الحكومة في سنة 1998، في ما يعرف بحكومة التناوب التوافقي. لكن وبالرغم من ذلك، فإن الحسن الثاني “لم يكن يثق في الاتحادين”، كما جاء على لسان القيادي محمد اليازغي.
يعود محمد اليازغي القيادي والمناضي في صفوف الاتحاد الاشتراكي، في مذكراته (على شكل حوار مطول) التي صدرت بين دفتي كتاب سنة 2012، إلى كواليس تشكيل حكومة التناوب، ويذكر بأن عبد الرحمن اليوسفي لما التقى الملك الحسن الثاني لأول مرة بخصوص تسلم قيادة الحكومة، “أبلغ المكتب السياسي لحزبه بأن ما جرى في لقائه هو أن الملك كلفه بتشكيل الحكومة، ولم يدخل في التفاصيل”. يضيف اليازغي: “لكنه في فترة لاحقة صرح أنه أدى والحسن الثاني اليمين على المصحف ولا ندري ولم ندري حتى الآن ماذا جرى وعلى ماذا أقسما؟ كل ما هناك أن ما جرى هو تعاقد جديد غير مكتوب ما بين الاتحاد الاشتراكي والمؤسسة الملكية”.
يقول اليازغي: “العنصر الأساسي في علاقة الحسن الثاني مع الاتحاد هو تخوفه من أن تتطور الأمور بشكل يسيء للملكية أو للحسن الثاني، لكن عبد الرحمن اليوسفي لم يفصح في يوم من الأيام للمكتب السياسي هذا الأمر”.
يضيف في ذات الحوار: “رغم القسم، حرص الحسن الثاني على إبقاء إدريس البصري وزيرا وهو ما يدل على أنه لم يعط ثقته الكاملة للاتحاد الاشتراكي”.