ارتبطت سياسة إعادة هيكلة الحقل الديني باسم أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية منذ 2002. في هذا الحديث الذي يخص به مجلة “زمان”، وجهة نظر التوفيق حول مجموعة من القضايا التي ترتبط بموقع الدين في السياسة والمجتمع المغربي اليوم.
ارتبطت «إعادة هيكلة الحقل الديني»، بتداعيات الأحداث الإرهابية لـ16 ماي 2003. هل يمكنكم التذكير بأهم الاختلالات التي كانت تسم الحقل الديني قبل الإصلاح؟
القول بأن «إعادة هيكلة الحقل الديني» مرتبط بتداعيات الأحداث الإرهابية لـ16 ماي 2003 قول غير صحيح، ويكفي للاقتناع بفساد هذا الرأي التذكير بالأمور الآتية : أن أمير المؤمنين، أعزه لله، زودني بالعناصر الكبرى لما يمكن أن يكون عليه تدبير الشأن الديني بمجرد تعييني في الوزارة يوم 7 نونبر 2002، وقد استدعاني يوم 2 يناير 2003 إلى مراكش حيث عرضت على نظره السامي بحضور بعض المقربين ملامح الآليات المتوقع من خلالها تفعيل توجيهاته السديدة؛
أن سياسة متكاملة كالتي جرى بناؤها، منذئذ، في جميع أوراش الإصلاح لا يمكن تصورها كرد فعل على حادث إرهابي، لأن من يتصور ذلك يفترض أن البلد كان نائما فما كان له أن يستيقظ إلا على كابوس، أو يفترض أن إمارة المؤمنين يمكن أن تتبنى الإصلاح في الميادين الأخرى ما عدا تدبير شأن الدين.
أن هيلكة تدبير الشأن الديني هي وضع وتفعيل للآليات وليس خلقا للمبادئ والحاجيات؛
أن هذا الورش ضرورة منسجمة مع الأوراش الأخرى التي لا يصح أن يقال عنها إنها جاءت في سياق نفس ردة الفعل؛
أن الإرهاب لا يأتي بالإصلاح ومن يقول بذلك يجوز له أن يحتفل به ويتمناه، وهذا ما لا يتصوره عاقل؛
أن ذات السؤال قد ألقي علي من طرف إعلاميين، عشرات المرات في السنتين المواليتين للحادث الإرهابي، وأظن أن أمورا كثيرا ذات صلة بالموضوع قد ازدادت وضوحا مع توالي الأيام، وقد أبعدتنا عن اللجوء إلى هذا السؤال.
ماذا كانت أهم الاختلالات التي سجلت على الخطابات الدينية قبل الإصلاح؟
إن كان هناك اختلال في الخطاب الديني فلم يكن غالبا، ولكنه كان صارخا مرصودا مع كونه محصورا في قلة من المتكلمين في الدين في المساجد، اختلال صادم لأنه مستهجن من غالبية ساحقة من الناس ألفت الممارسة الدينية في إطار الوحدة العقدية والمذهبية، لاسيما بعد أن تبين للناس عامة أن لذلك الاختلال علاقة بالإرهاب، وهذا الإطار العقدي كان يتطلب إعادة تكريسه، وإلا فإنه الإطار الذي تعبد فيه المغاربة عبر القرون، وهم يتلون تذكير منظومة ابن عاشر (توفي عام 1040 هجرية) في قوله في المنظومة الشهيرة:
حاوره إسماعيل بلاوعلي
تتمة الحوار تجدونها في العدد 31 من مجلتكم «زمان»