ما هي سياقات أزمة 1844بين الأمير عبد القادر وسلطان المملكة الشريفة؟ وكيف تحولت قصة إيواء السلطان للأمير ودعمه ومساندته ضد المحتل إلى حديث عن الخيانة والعمالة؟ وما هي روايات الطرفين لهذه الواقعة بعيدا عن الانحياز الإيديولوجي ومحاولات تغذية الصراع بتوظيف المادة التاريخية؟
كلما اشتدت الأزمة بين المغرب وجارته الجزائر وعرفت تصعيدا في الخطاب والمواجهة، إلا واستدعي التاريخ وتم توظيفه لتغذية عناصر الصراع، وتكريس واقع الاختلاف، انتصارا لهذا الطرف أو ذاك، وتحقيقا لمآرب سياسية ومصالح خاصة، في إطار القراءات الإيديولوجية التي يتم التعامل بها مع التاريخ، والتعبئة الإعلامية التي تسعف البعض في توسيع الفجوة وخلق احتقان بين الشعبين.
وتعتبر قصة الأمير عبد القادر الجزائري، الذي يعتبره البعض مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، مع السلطان المغربي مولاي عبد الرحمن بن هشام نموذجا واضحا لهذا التوظيف، حيث كلما اشتدت الأزمة إلا وانبرت بعض وسائل الإعلام الجزائرية إلى رمي المغرب بالعمالة والخيانة بناء على ما وقع بين الرجلين، في محاولة لتعميق التوتر، ومنع أي محاولة لتهدئة الوضع بين الشعبين، والتذكير بتاريخهما المشترك في النضال ومقاومة العدو الخارجي. شكل دخول المستعمر الفرنسي للجزائر سنة 1830 جرحا لدى عموم المغاربة، باعتباره احتلالا غير شرعي من طرف “كافر“ محتل لأرض إسلامية، وهو ما كان موقف السلطان المغربي مولاي عبد الرحمن بن هشام أيضا، والذي اعتبر دعم الجزائريين واجبا شرعيا، وضرورة استراتيجية نظرا لما يمثله التواجد الفرنسي على الحدود الشرقية من خطر على المغرب نفسه، فدعا رعاياه إلى التعبئة الشاملة وتقديم كل أنواع الدعم لإخوانهم الجزائريين.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 128 من مجلتكم «زمان»