لم يختلف بعض المغاربة، عن غيرهم من الشعوب والأجناس باختلاف دياناتهم، في ادعاء النبوة. وقد اشتهر عدد منهم بُعَيد وصول المسلمين الأوائل إلى البلاد، وصاغوا شرائعهم باستلهام ما جاء في القرآن والسنة .كان من أبرزهم بن طريف وحاميم…
ظاهرة ادعاء النبوة. وفي السياق الإسلامي، لم يختلف الأمر عن ذلك، فقد ظهر المدعون للنبوة منذ البداية الأولى للإسلام، كما عرفت كل المناطق التي بلغها المد الإسلامي ظهور شخصيات تدعي أنها مرسلة من السماء. ومع دخول الإسلام لبلاد المغرب عموما، واحتكاك سكان المنطقة بالقادمين من بلاد المشرق، ظهر عدد من المدعين للنبوة، واخترعوا عددا من الشرائع المضاهية للتشريعات الإسلامية وللنص القرآني، وقد وصفتهم المصادر التي كتبها المسلمون بالكذب والافتراء والردة، فيما صنف المستشرقون هذه الادعاءات ضمن حركات التمرد والرفض والثورة الشرعية. فمن هم أبرز المتنبئين بعد الإسلام؟ وما هي الدواعي والأسباب التي دفعت عددا من هؤلاء لادعاء النبوة ببلاد المغرب؟ ومن هم أشهر المدعين لها؟ وما هي أبرز الشرائع والقوانين التي حاولوا بها مضاهاة الإسلام؟
لم يمر وقت طويل على ظهور الإسلام بالجزيرة العربية، حتى ظهر من ادعى النبوة لنفسه. فخلال حياة الرسول نفسه، ظهرت حركات ادعاء النبوة، كالأسود العنسي الذي ظهر باليمن، وطرد معاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري، وتبعه في ذلك قبائل من اليمن كانت ترى أن الزكاة ليست إلا إتاوة تدفعها لقريش. ومن أشهرهم مسلمة بن حبيب والمعروف في التراث الإسلامي باسم “مسيلمة الكذاب“، وكان من بني حنيفة إحدى أكبر قبائل الجزيرة العربية، وكانت قبيلة مسيحية فرعا من بني بكر، وأعلن نبوته بعد أن حضر مع قومه لمبايعة النبي محمد، لكنه لم يبايع وطلب إشراكه في النبوة، فلما لم يستجب له، ادعى النبوة وتسمى رحمان اليمامة، ونسبت له بعض السور المضاهية للقرآن، كقوله: «يا ضفدع بنت ضفدعين، نقي ما تنقين، أعلاك في الماء وأسفلك في الطين».
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 120 من مجلتكم «زمان»