اهتدى الأمازيغ قديما إلى تنظيم شؤونهم في علاقتهم مع الجماعة والآخر وفق مؤسسة عرفية تسعى لاستتباب الأمن ..الحديث هنا عن ”إنفلاس.”
شاع عند أمازيغ سوس الاعتماد على إنفلاس في تنظيم أمورهم وفق أعراف صيغت بعناية بالغة، واضطلعت هاته المؤسسة بدور في زجر الخارجين عن نطاق هاته الأعراف. وقد جذب هذا الموضوع السوسيولوجيا الكولونيالية، وكذا الباحثين المغاربة.. منهم من اعتبر أن هاته المؤسسة فريدة من نوعها في المجتمع الأمازيغي، ومنهم من فسر ذلك بأن المغاربة آمنوا بالسلم أكثر من الحرب. وقد ذهب البعض بأنها كانت مستقلة عن سلطة المخزن، كما أورد الباحث ربيع رشيدي، الذي اعتبر أن هاته المؤسسة القبلية سهرت على تدبير القبيلة الأمازيغية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، في استقلالية تامة عن «سلطة المخزن»، التي لم تعرف سيطرة شاملة ودائمة على هاته المناطق. فيما ذهب البعض إلى أن المخزن كان يعترف بهاته المجالس التي تمثل القبائل، مع «وجود علاقة بين المخزن وهاته المجالس، وبتعبير آخر، وجود علاقة بين سلطتين سياستين، سلطة محلية وأخرى خارجية». تستعمل كلمة إنفلاس بالأمازيغية، ومفردها أنفلوس للتعبير عن الثقة، ولها معان في اللغة الأمازيغية نذكر منها: الإنسان الذي يثق في نفسه، الإنسان الذي يوثق فيه، الإنسان الثقة، الإنسان الذي يوحي بالثقة. واصطلاحا هم نواب على السكان، ويتم تعيينهم في مجالس محلية، وفق شروط صارمة، قصد تمثيلهم في هاته المجالس التي تتقاسم وظائف التسيير الجماعي لشؤون السكان خلال فترات لا تتجاوز سنة واحدة، تنتهي بتقييم نتائجهم قبل تعيين أعضاء جدد غيرهم لمجالس السنة المقبلة.
تتمة المقال تجدونها في العدد 121 من مجلتكم «زمان»