كان للموقع الجغرافي والطبيعي دور كبير في بناء إيليغ، التي اختارها الأمير بودميعة مستقرا له ولحاشيته. واستمر بناؤها حوالي 20سنة، وأسهم فيه الأسرى الأوربيون بقسط كبير.
شكل حصن تاكوجكالت المعقل الأول الذي احتضن آل بودميعة، ففيه نشأوا واشتد عودهم، وقويت شوكتهم .اختير هذا الموضع على جبل يراقب أراضي تازروالت في الجهة الشرقية، وقد توفرت فيه بعض شروط الإقامة والاستقرار، ممثلة في غزارة الماء كعنصر أساس للبقاء، ووجود الحواجز الطبيعية لضمان الأمن وتيسير مهمة الدفاع. وقد استمروا هناك في معقلهم الجبلي ذاك، حسب ما تداولته الروايات المعززة بما أتيح من رسوم قديمة، إلى حين تأسيس بودميعة للمدينة الجديدة إيليغ. وكانت مياه العيون النازلة من الجبل الذي يحتضن حصن تاكوجكالت تروي الأراضي التي صارت تحت يد المجاطيين، حيث تملكوها بالشراء من أسرة آل بو دميعة، وكانت الأعراف تقتضي أنه من لم يشتر منهم، فلا يعتبر تَمَلكه لما اشترى من الأرض صحيحا.
كان موضع حصن تاكوجكالت على الجبل يجعل الوصول إليه من تازروالت صعبا جدا، حيث لا يتيسر ذلك إلا من جهة مجاط فقط، وذلك لوجود منحدرات شديدة الوعورة يتعذر اجتيازها بسهولة، إضافة إلى أن الأسباب التي أرغمت أسلاف آل بودميعة على التحصن بأعلى الجبل انتفت بعد أن تمهدت لهم الأمور وانقاد لهم الناس، فاقتضى الوضع الجديد التحصن خلف رماح الرجال عوض قمم الجبال، كما أنه من شارات الإمارة وتعزيز هيبتها الاستكثار من البناء والتعمير، مما لا يستقيم بين فجاج تلك الجبال، فهُجر الحصن الذي لم يكن بعيدا عن القاعدة الجديدة للإمارة واحتُفظ به للأيام الصعبة.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 114 من مجلتكم «زمان»