وظف أحمد بن المواز الفاسي، ببراغماتية، براعته الفقهية والفكرية لخدمة أي نظام قائم، حتى يكون دائما على يمين السلطة.
من حاشية المولى عبد العزيز، وأحد من خلعوا المولى عبد العزيز. وزيرا على عهد المولى عبد الحفيظ، وكاتبا للبيعة المشروطة التي قيدت المولى عبد الحفيظ، منكرا على السلاطين تعاونهم مع نظام الحماية ومدافعا عن هذا النظام، مثنيا على الخلافة العثمانية ومؤلفا لرسالة في ذمها والتهوين من شأنها… غموض وتعارض في المواقف، حضور دائم في الأحداث الكبرى، منظر سياسي ومفكر وكاتب وشاعر، هذا هو أحمد بن المواز الفاسي، أحد أبرز الشخصيات السياسية والفكرية والأدبية نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، فمن يكون ابن المواز؟ وما هي الأدوار السياسية التي قام بها من خلال قربه من سلاطين وقته؟ وكيف مارس التنظير السياسي كلما طلب منه ذلك؟
ولد أحمد بن عبد الواحد الحسني السليماني الشهير بابن المواز بمدينة فاس، ونشأ وتعلم على يد والده عبد الواحد بن المواز، فضلا عن غيره من فقهاء زمانه، وكان موهوبا في الكتابة، صاحب قلم سيال وعبارة بليغة، فكان كاتبا وشاعرا متقنا منذ نعومة أظافره، إضافة لتميزه في باقي المعارف الدينية، وهو ما أهله ليتسلم عددا من المناصب العلمية والوظائف السامية، فكان خطيبا بالعنانية، وقاضيا للقضاة، كما كان كاتبا وسفيرا وعضوا بالمجلس التحسيني لكلية القرويين، وكان آخر حياته رئيسا للمجلس الاستئنافي للقضاء بالرباط.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 100 من مجلتكم «زمان»