يشير الناصري، صاحب الاستقصا، إلى نُذر الحرب على مدينة تطوان، قبل أن يعرض لحالة الفوضى التي سبقت سقوط المدينة، وما حصل فيها من اقتتال قبل وصول الإسبان، بالقول: «وكان العدو حين نزل بفم الجزيرة عشية ذلك اليوم قد أرسل أربع كورات على تطاوين، فوقعت في وسط المدينة، كأنه يعلمهم بأنه قد أشرف عليهم ولم يبق دون أخذهم قليل ولا كثير». وكان أهل تطوان قد شكوا إلى مولاي العباس ما نزل بهم من أمر العدو واستأذنوه في تحويل أثاثهم وأمتعتهم وحريمهم إلى مداشر الجبل وحيث يأمنون على أنفسهم، قبل أن يداهمهم العدو فأذن لهم، لكن ما أثار صاحب الاستقصا هو ما عبر عنه بالقول: «ولما سمع الناس كلام المولى العباس، انطلقوا مسرعين إلى نقل أمتعتهم وقام الضجيج في المدينة (…)، وامتدت أيدي الغوغاء إلى النهب وخلع الناس جلباب الحياء وانهار من كان هناك، من أهل الجبل والأعراب والأوباش، ينقبون ويكسرون أبواب الدور والحوانيت، والداخل للمدينة أكثر من الخارج، وباتوا ليلتهم كذلك إلى الصباح، ولما طلع النهار وتراءت الوجوه، انتقلوا من نهب الأمتعة إلى المقاتلة عليها، فهلك داخل المدينة نحو العشرين نفسا وعظمت الفتنة فتخوف من بقي بتطاوين عاجزا عن الفرار فاجتمع جماعة منهم (…)، وتشاوروا فيما نزل بهم، فأجمع رأيهم على أن يكتبوا كتابا لكبير محلة العدو، يطلبون منه أن يقدم عليهم لتحسم مادة الفتنة».
أي نتيجة
View All Result