في إطار مشروع “ليكسوس كاروم”، أجري في منتصف شهر مارس 2023 الموسم الرابع من التنقيبات الأركيولوجية بحي مصانع تمليح السمك وإنتاج الكاروم في مدينة ليكسوس، وهي واحدة من بين أهم مواقع ما قبل الإسلام في غرب حوض البحر الأبيض المتوسط، وفق بلاغ للمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث.
وانصب اهتمام الباحثين، خلال البعثة الأخيرة، على تحديد امتداد مصانع الكاروم بمدينة ليكسوس. وأظهرت الاستبارات، بحسب المصدر ذاته، وجود بنيات أركيولوجية في نقاط بعيدة عن المدينة، خارج مدار أسوارها، ما سمح للفريق، بتحديد مكان صهاريج تمليح السمك من جهة وبعض نقاط الامتداد العام للمدينة خلال الفترتين المورية والرومانية من جهة أخرى.
وتتمثل أهم نتائج هذا الموسم من الأبحاث أيضا في التعرف على الضاحية الشرقية من المدينة التي توجد خارج مدار المدينة الذي يحدده السور المتأخر، حيث كشفت الحفريات، عن مجموعة من الأزقة وبقايا أخرى لها طبيعة سكنية وحرفية، تشكل مجالا هاما للإنتاج، في جهة لم يتم في السابق الكشف فيها سوى عن منزل “المليحات الثلاث” ومبنيين جنائزيين ضخمين.
من ناحية أخرى، تم الكشف عن بقايا أركيولوجية في مجال سهل فيضي يوجد جنوب الطريق الوطنية التي تربط الرباط بطنجة، وهي المنطقة التي كانت أبحاث سابقة تعتبرها جزءا من خليج عميق كان يمتد قبالة الموقع منذ عهود مورية غابرة تحدد في الفترتين الفينيقية والبونية، قبل أن تملأه الترسبات في الفترة الوسيطية.
وتشير البقايا المكتشفة والمتمثلة في مجموعة من المباني اعتمادا على التحريات الجيوفيزيائية، كما يدل التنقيب في واحد منها، يقع بمحاذاة المجرى الحالي لنهر اللوكوس، بأن هذا المجال الذي يمتد على مساحة تفوق الهكتارين من المرجح أنه شكل جزءا من حي بحري vicus maritime ظهر تحت حماية المدينة الرومانية في المجال الذي يربط البحر بالبر.
من ناحية ثالثة، تم التعرف لأول مرة، وبشكل لا غبار عليه، على جزء من السور الجنوبي للمدينة الرومانية وباب فتح في هذا السور يعود للفترة الرومانية المتأخرة، بالإضافة إلى مباني خارج الأسوار تحمل ملاطا من نوع opus signinum يستعمل لتلبيس الصهاريج. وإذا كنا نجهل الآن وظيفة هذه المباني فإنها، بالنظر لموقعها في هذه الجهة من الموقع، تختزن أسرارا واعدة.
يشار إلى أن المشروع من تمويل من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ووزارة الثقافة الاسبانية والذي يشرف عليه المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بدعم من مديرية التراث الثقافي وتنسيق محافظة موقع ليكسوس الأثري. وأجريت الأبحاث الميدانية في إطار اتفاقية شراكة وتعاون بين المعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث وجامعة قادس.
أي نتيجة
View All Result