عاشت الحركة الأمازيغية مرحلة واجهت فيها التضييق من طرف السلطة، بعد فترة من الإهمال والتجاهل. فما هي أسباب هذا التضييق؟ وكيف كانت مظاهره؟
لا يشك إبراهيم أخياط في أن حادثة السير، التي تعرض لها في ساعة متأخرة من إحدى ليالي صيف 1980، كانت عملا مدبرا يستهدفه. كان أخياط من بين المشاركين الأوائل في تأسيس ما سيعرف بـ«الحركة الأمازيغية»، من خلال «الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي» التي رأت النور بالرباط سنة 1967. «في اليوم الموالي تبين لي أن السيارة التي استعملت لهذا الغرض هي في ملك عميد شرطة إنزكان»، كما كتب أخياط في مقال له حول هذا الحادث، مضيفا «ذهبت إلى عميد شرطة إنزكان وأكد لي ملكيته للسيارة»، وأن «إصلاحها، قصد إزالة مظاهر الحادثة، كان على نفقة إدارة الشرطة بأكادير لأنها هي التي استعملت سيارته للقيام بهذه العملية الإجرامية». في الليلة التي حصلت فيها تلك الحادثة كان أخياط، رفقة مجموعة من رواد المطالب الأمازيغية، قد أنهوا للتو أشغال الجامعة الصيفية الأولى حول الموضوع في مدينة أكادير. فضل أخياط، حينئذ كتمان سر هذه التفاصيل ولم يصرح بها سوى لعبد لله الجشتيمي، أحد رفاقه في الجمعية، وطلب منه كتمانه بدوره، «حتى لا أستفز السلطات ويكون الحادث بداية لصراع مكشوف معها وتقوم بحماقات قد تستهدف العديد من مناضلي الأمازيغية والجمعية نفسها. ونظرا لعلمي أن مناضلي الحركة الأمازيغية في هذه الفترة بالذات معدودون وتضحياتهم كبيرة ونحن لا نقوى على المواجهة، لأننا إذا خسرنا هذه العناصر التي تعد على رؤوس الأصابع، فالحركة قد تتوقف وتذهب جهودنا أدراج الرياح»، مذكرا أن «الحركة الأمازيغية في هذه الفترة بالذات ليس لها مساند من أي كان سواء من الأحزاب أو من المنظمات الحقوقية».
إسماعيل بلاوعلي
تتمة المقال تجدونها في العدد 30 من مجلتكم «زمان»