كانت بيا سان خورخو (الحسيمة( مدينة جميلة وصغيرة جدا. عندما رأيت النور، هناك لأول مرة ذات فصل ربيع ،1950 كان غالبية سكانها من الإسبان ولا يتجاوز عددهم بضعة آلاف.
كانوا أناسا طيبين، وفي الوقت نفسه مجتهدين ومفعمين بالحيوية. كان الرجال والنساء فخورين بالانتماء إلى هذه القطعة من الأرض المنتصبة على صخرة كبيرة، محاطة بالبحر من جميع الجهات والتي جاؤوا إليها حالمين بفردوس فوق أرض إفريقية، ولكن قريبة جدا من بلادهم. لقد جاؤوا إليها من كل مناطق الجزيرة الإيبيرية هاربين من المجاعة والفقر. لم يتأخروا كثيرا في الوصول الى الأرض المجهولة. مباشرة بعد النزول العسكري، بدأ العشرات من النازحين يستقرون فوق التلال المطلة على شاطئ كالا كيمادو، وعلى المرفأ الطبيعي الذي سيتم تحويله إلى الميناء .بموارد قليلة ولكن بحب كبير وبكثير من الصبر، شيد المعمرون الجدد بأيديهم منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم، ولكن أيضا مصانعهم، دون نسيان الميناء الذي كان هو القلب النابض للمدينة، وحلقة الوصل الوحيدة التي تربط مدينتهم الجديدة بأخواتها سبتة ومليلية ومالقا.
امحمد لشكر
تتمة المقال تجدونها في العدد 103 من مجلتكم «زمان»