لم يكن المغرب في نظر الإخوان المسلمين المصريين سوى جزء من عالم إسلامي يجب توحيده بعد تحريره من الاستعمار. ثم تحول إلى ملجأ آمن يقصده الهاربون من بطش العسكر في المشرق، ليساهموا في بناء الإسلام السياسي وأسلمة التعليم العمومي.
فاجأ مهدي عاكف، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية، الرأي العام المغربي بـ«نعي» عبد الكريم الخطيب لحظة وفاته سنة 2008، بوصفه كان «مؤسس حركة الإخوان المسلمين في المغرب».
رسالة النعي التي توصل عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بنسخة منها، ذكرت أن الخطيب «التحق بركب دعوة الإخوان المباركة مبكرًا في الوقت الذي كانت تحارب فيه الجماعة في مصر بكل عنفوان، إلا أنه اقتنع بفكر الجماعة فكان واحدًا من رجالاتها الذين نشروا أفكارها وأطروحاتها في المغرب الشقيق».
وضوح الوثيقة في تأكيدها انتماء الخطيب للجماعة ما يزال مثيرا للجدل وسط أصدقائه وورثته. فمنهم من يعتبر هذا النعي إقرارا بوجود فرع مغربي لهذه الجماعة المصرية، فيما يرى فيه آخرون مجرد مجاملة تجاه شخص ساهم في فتح أبواب المملكة في وجه قيادات من الإخوان المسلمين، بينما كانوا مُطارَدين في مصر وسوريا.
اليوم صار لهذا الجدل رهانات سياسية بعد تشكيل حكومة يقودها حزب العدالة والتنمية، الذي شارك في تأسيسه إلى جانب الخطيب أحد قيادات الجماعة المصرية وهو صالح أبو رقيق سنة 1996. فأصبح التساؤل عن مدى ولاء الحزب للوطن مقابل ولاء، مفترض، للمرشد العام للجماعة الإخوانية في مصر؟ خاصة وأن محمد مرسي، الرئيس المصري المخلوع، كان أحد أعضاء مجلس إرشاد الجماعة الذين نعوا الخطيب سنة 2008.
لكن الثابت أن تاريخ الإخوان المسلمين في المغرب لم يبدأ مع الخطيب ولا مع صالح أبو رقيق، ولا حتى في ذلك اللقاء الأول الذي جمع «رجل القصر» بتوفيق الشاوي، القيادي البارز في تاريخ الجماعة، سنة 1954 في فرنسا.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة المقال تجدونها في العدد 1 من مجلتكم «زمان»