يعود تأسيس أول لجنة إصلاح لنظام التعليم إلى عام 1958، بتوجيهات من بن بركة. ومنذئذ، فكرت كل الحكومات في الإصلاح دون أن تظهر نتائجه على أرض الواقع
بعد سنوات طويلة من تقديم وصفات، لإصلاح التعليم، استنفدت مخزونا كاملا من التسميات، حان الوقت للانتقال إلى إيجاد حلول. لقد فشلت كل اللجن، التي تم إحداثها لهذا الغرض إلى الفشل الذريع، وأصبحت الأزمة تضع المغاربة أمام حلين لا ثالث لهما، إما تعليم خاص مؤدي عنه وذو جودة أو مدرسة عمومية مجانية لكنها غارقة في المشاكل. من الطبيعي أن لا يتردد المغاربة في الاختيار، غير أن الأمر يبقى مجرد قضية المقابل الذي سيدفعونه. لم يعد موضوع إصلاح التعليم، بالاستمرار في فرض التعريب أو الانفتاح على لغات أجنبية، يجذب أحدا، لا للقراءة أو النقاش والتحليل. ذلك أن الناس تعبوا من مناقشة المشكلة من جميع الزوايا، فقد عادوا إليها أكثر من مرة، لكن دائما دون نتيجة.
تسبب الفشل المتراكم في إحباط الجميع، إلى حد أن الآباء أصبحوا جزءا من المشكلة، وهذا هو واحد من التناقضات الكبرى التي أثيرت على مر السنين والأجيال. عندما نعلم أن أول لجنة إصلاح لنظام التعليم المغربي تعود إلى عام 1958، بتوجيهات من القيادي اليساري المهدي بن بركة، فإننا نقيس بُعد قضية تجذرت في الواقع التاريخي للبلاد.
عبد اللطيف المنصور
تتمة المقال تجدونها في العدد 66 من مجلتكم «زمان»