ما هي المظاهر الأولى لتعليم الفتيات في المغرب؟ وهل كانت هناك أماكن مخصصة لهن كباقي أقرانهن من الذكور؟ ثم كيف نظر الفقهاء إليهن مع بداية انتشار الإسلام في المغرب؟
إن الحديث عن تعليم الفتيات و“لبناته الأولى“ في المغرب، يجرنا إلى ضرورة الحديث عن محورين يؤطران الموضوع ويؤسسان له، وهما: وضع المرأة عموما، وقضية تعليمها. وسيركز المقال على التعليم في زمن المرابطين، نظرا لحضور المرأة ومكانتها داخل بلاط الدولة المركزية، وكذا اتصال المجتمع المرابطي بمجتمع آخر تفاعل معه وتأثره به، لا سيما في ما يتعلق بالتربية والتعليم، وهو المجتمع الأندلسي.
لكن هذا لا يمنعنا، في البداية، من أن نشير إلى وضع التعليم قبل العصر المرابطي، وتحديدا في عصر الإمارة الإدريسية. ونظرا لندرة المصادر في هذا الموضوع، فإن ما يحضر أمامنا هو حالة “جامع القرويين“ التي تعد حالة رائدة وسابقة للنموذج التعليمي في الغرب الإسلامي، ومن أقدم جامعات العالم كما يصنف. وقد تكفل بهذا الصرح العلمي العتيق فاطمة الفهرية التي جعلت من الجامعة قبلة للعلم والعلماء.
عرف عن المجتمع الصنهاجي الصحراوي بأنه مجتمع “أميسي“ “Matriarcat”، أي كانت فيه المرأة ذات مكانة في الحكم والمجتمع. وقد تشبث المرابطون بتلك التقاليد الأميسية لفترة معينة حتى مع انتشار الإسلام بينهم. كما اشتهر العديد من الرجال من قبائل صنهاجة الجنوب على الخصوص، بالانتساب إلى أمهاتهم بدل آبائهم، لما وجدوا في ذلك «نوعا من التشريف والاعتزاز».
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 107/106 من مجلتكم «زمان»