تعود علاقة الجامعة المغربية بالثورة الخمينية إلى بدايات التحرك الشيعي على رقعة السياسة الإيرانية، وإلى العلاقة المتوترة بين السلطة بالمغرب والطلبة من خلال منظمتهم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
من المعلوم أن منظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (أوطم)، التي مثلت مشتلًا لإنتاج النخب في المغرب، كانت دائمًا تمثل أيضًا رمح المعارضة للنظام السياسي والاقتصادي. فلقد حدث أن تحولت المنظمة الشهيرة، خصوصًا بمعتقليها وضحاياها الذين قضوا إما تحت التعذيب أو نتيجة الإضراب عن الطعام، إلى اعتناق إيديولوجية الماركسية اللينينية، بل وحتى الماوية .وأصبحت في زمن ما تمثل ضغطًا إيديولوجيًا وفكريًا قويًا، استطاع استقطاب عدد كبير من الطلبة والتلاميذ، بل وحتى الأساتذة. في المقابل، حاولت السلطة لجم هذا المد الإيديولوجي القوي الذي تسلل إلى الأحزاب والمؤسسات التعليمية، بل وإلى طريقة فهم وشرح العالم بالنسبة للعديد من الناس، الذين لم يكونوا ينتمون بالضرورة إلى نهج المنظمة. وفي إطار مشروع عالمي لِلَجْمِ المد الشيوعي، الذي كان يُعتقد أن المغرب منخرط فيه، فرضت السلطة من باب مقارعة الشيوعيين بالفكر، إدخال الفلسفة الإسلامية كمادة مقابلة للفلسفة في القسم الثانوي من المؤسسات التعليمية. كما استقدمت لهذا الغرض مدرسين شرقيين لهذه المادة، كان أغلبهم يكن عداء مرضيًا للماركسية وللحداثة بصفة عامة. لم يكونوا بالضرورة من تيار الإخوان المسلمين، لكنهم كانوا تقليدانيين.
موليم العروسي
تتمة المقال تجدونها في العدد 133 من مجلتكم «زمان»