يفتخر الأمازيغ بأن الحب حصر على من يتكلم لغتهم، وهو عندهم أنواع ودرجات، ويعبرون عنه شعرا وغناء ورقصا.
الحب في الأمازيغية أنواع ودرجات، وإذا كانت اللغة العربية تميز بين درجات عدة من الحب، من الهوى والولع، إلى الهيام والوله، فإننا نجد بعضا من ذلك في الأمازيغية، ولكن ليس في ذات التميز . فالحب بالمطلق هو “تايري“، والهيام هو “بضاض“، وأما “أمارْك“ فهو الوجد. ويشار إلى المحبوب في الأمازيغية بكونه الكبد (وليس القلب، أو الفؤاد، كما في التراث العربي، إذ الكبد في اللغة العربية يحيل إلى الأبناء). فأما في الأمازيغية، فالكبد يحيل إلى المحبوب (تاسا)، ومنها تسانو (كبدي)، أي محبوبي، ومنه ما انتقل إلى الدارجة، (الكبيدة) بالتصغير، أما الكَبْدة (بالتأنيث في الدارجة)، فتحيل على الأبناء، والحال أن الكبد مُذكر في العربية، والتأنيث من تأثير الأمازيغية. أما القلب بالأمازيغية (أُولْ) فيعني النفس، أو ما يعرف بالدارجة بالخاطر. وينعت المحبوب بـ“أسمون” (الرفيق)، “ونّا ريخ” (من أحب)، “أوا ياض” (الآخر)، “أسمون واياض“ (الرفيق الآخر)، و“نّا ايرا وول” (من يريده القلب). وينعت المحبوب كذلك بالحمام (أثبير)، وأحيانا بصيغته العربية (لحمام)، ولا يحال على المحبوب بالحمام في العربية، فهو إما غزال، أو مها، أو ظبي… وقد انتقل التشبيه إلى الدارجة كما في الأغنية الشهيرة التي يغنيها العنقاء (الحمام اللي ولفتو مشى علي)، أو في أغنية شهيرة بالأمازيغية، «يوفرو حمّام أور يقيمن تمانوا»، (طار الحمام، ولم يبق بقربي).
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 104 من مجلتكم «زمان»