قال الملك الراحل الحسن الثاني، في حوار مع جريدة “دير شبيغل” الألمانية، إنه لا يرفض الوساطة بين العرب وإسرائيل، لكنه شدد على أنه ليس في استطاعته لمس ما هو واقع على بعد 6000 كيلومتر عن بلاده.
فيما يلي مقتطفات من الحوار، الذي أجرته الجريدة الألمانية مع الحسن الثاني يوم 10 يناير 1981، التي خصت العلاقات العربية-الإسرائيل
صاحب الجلالة، هل أنتم مستعدون للقيام بدور الوساطة بين إسرائيل والأقطار العربية؟
لا، وليس لأنني أرفض الوساطة، ولا لأن الوساطة تخيفني. ولكن أرى أن الوساطة عمل يجب أن يدخل في اعتباره عامل الجغرافية، وأنا عربي ولكنني لا أملك الحاسة السادسة. وبالتالي، ليس في استطاعتي لمس ما هو واقع على بعد ما هو واقع على بعد 6000 كيلومتر. قد أكون وسيطا، مثلا، في قضية بين إسبانيا والسينغال أو الجزائر لأن الأمر يتعلق بمنطقتي التي ولدت فيها وأعرفها. أما وأنني لم أولد في الشرق، فلا وساطة ممكنة.
ورجل كالسيد هنري كيسنجر (وزير الخارجية الأمريكي)، هل يتوسط؟
لا. إن السيد كيسنجر يهودي الأصل، ولكنه لم يولد هناك. لا بد أن يكون من مواليد المنطقة، وأن يكون ممن يتكلمون العربية.
لماذا ليس هناك رغبة من قبل إسرائيل في مفاوضات جدية من أجل السلام؟
لأنها لا تدرك ذلك، لأن بيغين لا يريد المفاوضات ولا السلم.
وهل تعتقدون أن مسؤولا إسرائيليا آخر يمكن له أن يعمل على ذلك؟
لو غادر بيغين المكان لكنت في الواقع في حيرة. لأنه هو أحسن مدافع عن العرب في إسرائيل بسبب كل الأغلاط التي يرتكبها. إن بيغين يخدم قضيتنا خدمة لا تقدر بثمن، فلو كان في إمكانه أن يحكم صوريا، بدون أن يحكم بالفعل، لرغبت شخصيا في أن يستمرعلى هاته الحال لمدة خمس سنوات أخرى.