رغم الاحترام والتقدير الذي حظي به الحسن الثاني من لدن شيعة إيران، إلا أن العلاقة بين الملك ومرشد الجمهورية الإيرانية توترت منذ سنة .1979 وتراوحت أسباب الخصام ما بين السياسة الخارجية وبين الزعامة الدينية.
جمعت المملكة المغربية بالجمهورية الإيرانية علاقات وصلات مبكرة عبر التاريخ، تعززت بوصول كل من محمد رضا بهلوي والحسن الثاني إلى سدة الحكم .وكان للطرفين منذ اتصال الدولة الصفوية بالمغرب الأقصى قواسم مشتركة، رغم اختلافهما المذهبي، أهمها الارتباط بآل البيت النبوي وتقديسه. لكن مع وصول الإسلام الحركي لسدة الحكم في إيران سنة ،1979 انقلبت الأوضاع وتوترت العلاقة بين الدولتين. مع حلول عقد الستينات، اتخذ محمد رضا بهلوي [شاه إيران] مسارا جديدا في سياسته الخارجية، إذ نهج سياسة التقارب مع بعض الدول الإقليمية، متجنبا المد السوفياتي الجارف، فاختار الانضواء في حلف بغداد، الذي ضم المملكة المتحدة والعراق وتركيا وباكستان. ثم لم يكتف بذلك، وربط شراكات مع دول بعيدة تتشارك رؤيته، مثل المغرب الذي اختار بدوره، وقتئذ، التوجه الرأسمالي بدل الشيوعي أو القومي. رحب المغرب بالشراكة الإيرانية، ووقع اتفاقيات في المجال الاقتصادي وفي مجالات متنوعة. في سنة ،1966 وبعد زيارة قام بها الشاه للمغرب، اتفق البلدان على تمتين تعاونهما ليشمل المجال الثقافي والتقني والعلمي والتجاري، كما اتفق الجانبان على إلغاء التأشيرات أمام مواطني البلدين. أما على المستوى الأمني، فقد اختارت إيران التنسيق مع المغرب لتأثيره الإقليمي، وذلك بعد تراجع نفوذ المد القومي لمصر بعد وفاة جمال عبد الناصر سنة .1970 تورد دراسة للباحث عبد العالي حامي الدين، أن التعاون الأمني تم باقتراح وتنسيق من السلطات الفرنسية وانتهى بتوقيع معاهدة مشتركة مع المملكة السعودية سنة ،1975 وسمي النادي الثلاثي بـ“السافاري“ .ومما خلص إليه الاتفاق أن تتولى فرنسا «تزويد المجهود المشترك بكل ما يلزمه من معدات فنية ووسائل تكنولوجية ومعلومات. أما المغرب فكان مسؤولا عن تقديم مجموعات ميدانية وقوات خاصة، وقد وقع هذا الاتفاق كممثل عن الحسن الثاني الجنرال أحمد الدليمي رئيس الاستخبارات الخارجية المغربية آنذاك ونظيره الإيراني نعمة الله ناصري». وكان لهذا النادي عمليات حربية مشتركة في عدد من الدول.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 133 من مجلتكم «زمان»