جاهر عبد الرحيم بوعبيد برفض حزبه فكرة تنظيم الاستفتاء في الصحراء التي اقترحها الحسن الثاني في عام 1981، فأدى الثمن سجنا في ميسور.
بدت المواجهة سافرة ما بين الحسن الثاني والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبي، لما أعلن الملك عن قبول الاستفتاء بمناسبة انعقاد مؤتمر الوحدة الافريقية، في 26 يونيو .1981 تزامن الإعلان عن الاستفتاء سياق اجتماعي محتقن، مما زاد من حدة التوتر في العلاقات بين القصر والاتحاد الاشتراكي. فقد دعت المركزية النقابية “الكونفدرالية الديمقراطية للشغل“ القريبة من الحزب، قبيل سفر الملك إلى كينيا، إلى إضراب عام يوم 20 يونيو، احتجاجا على قرار الحكومة الرفع من أسعار المواد الغذائية. انتهى الإضراب بمواجهات مع القوات العمومية، التي لم تتردد في إطلاق الرصاص وإسقاط الكثير من المدنيين .رأى النظام في الإضراب الذي دعت إليه الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، رغبة في زعزعة الأمن، وأيضا محاولة لإضعاف المغرب في قضية الصحراء.
ظلال لهيب الدار البيضاء
كان عبد الرحيم بوعبيد، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حينئذ، قد دُعِي لمرافقة الحسن الثاني إلى نيروبي، غير أنه رفض الدعوة، ومثًّل عبد الواحد الراضي الحزب في تلك الرحلة. والواقع أن الاتحاد، حتى وإن لم يكن على علم من اقتراح الملك، فإن موقفه كان ثابتا من الوحدة الترابية للمملكة، كما كان على حذر لإحباط كل المناورات الجزائرية. لكنه لم يكن يقبل أن يساير أي تطور في القضية دون أن يتم إخطاره بالأمر، أو على الأقل استشارته. والحال أن الملك الحسن الثاني كان قد أحدث، غداة الهجوم الذي شنته جبهة البوليساريو في عام 1979 على طانطان، مجلسا أعلى للدفاع ضم، فضلا عن القيادة العليا للجيش، وزيري الداخلية والشؤون الخارجية وزعماء الأحزاب السياسية. غير أن ذلك المجلس لم يجتمع أبدا، بينما أعلن الملك عن قراره باقتراح الاستفتاء دون أن يستشير أو يخطر ما سمي بـ“المجلس الأعلى للدفاع“ .وذلك ما أثار تساؤلات حول إن كان الحسن الثاني قد تعرض لضغوطات من جهات ما حتى يقبل بفكرة الاستفتاء، وهي التساؤلات التي زكاها الجنرال أحمد الدليمي، قائد المنطقة الجنوبية، حين فضل الاعتكاف داخل غرفته في الفندق على أن يرافق الملك إلى محل انعقاد المؤتمر.
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 99 من مجلتكم «زمان»