يبلغ من العمر أكثر من ثمانين حولا، وما تزال ذاكرته تختزن الكثير من الأحداث وأسماء الأماكن والأشخاص .قد تخونه في ذكر بعض التواريخ بالتحديد، لكن جعبته مليئة بالكثير من التفاصيل التي تحيط بزراعة الكيف في منطقته القابعة في جبال الريف. هنا، يعود الحسن بن القايد مسعود المزياني إلى مراتع الصبا وسط سنابل تلك الحقول الخضراء، كما يقول، من عهد الإسبان إلى الأيام الأولى للاستقلال، كما يستحضر ”نزول” والده إلى الرباط للقاء محمد الخامس، ونزوله هو لرفع شكاية إلى ديوان الملك الحسن الثاني.
لنبدأ من البدايات، ماذا تختزن الذاكرة عن زراعة نبتة الكيف في مسقط الرأس؟
أنا من مواليد الخامس من يونيو 1936 وسط قبيلة بني خالد التي كانت تابعة حينها لقيادة باب برد، وهي إحدى المناطق المعروفة، تاريخيا، في عمق الريف بزراعة الكيف. كان والدي، مسعود المزياني، قائدا في القبيلة، وبالتالي، كان من الطبيعي أن أترعرع وسط سنابل تلك الحقول الخضراء، مع مساحات صغيرة مخصصة لزراعات معيشية، تكاد تكفي إطعام أسرة واحدة…
هل كانت كل العائلات في المنطقة تتعاطى لزراعة الكيف؟
يمكن القول أغلبها، لأن طبيعة تربة هذه الأرض لا تتلاءم مع زراعات بديلة أخرى. وقد حاول أجدادنا تجريب بذور البطاطس والبصل والفول والعدس، وزرع أشجار الزيتون وحتى اللوز وأي شيء يمكن أن تتصوره في البال، لكن الأرض لم تسعفهم في إنتاج مردود يمكن أن يغنيهم عن الاستمرار في زراعة الكيف. الله غالب، ثم نعود إلى ما توارثناه.
حاوره عمر جاري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 91 من مجلتكم «زمان»